مبدعو الإسكندرية كرموا البابا شنودة والرواد
الأربعاء 20 يونيو 2012
مفاهيم الوطنية الوفاء والثورية تجسدت من وجوه شتي في مؤتمر فرع ثقافة الإسكندرية الذي أقيم مؤخراً بقصر التذوق وافتتحه محمود طريه رئيس اقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي وسعيد الهمشري مدير عام الفرع بحضور رئيس المؤتمر د.أحمد المصري وأمينه العام الشاعر أحمد عواد ورموز الحركة الثقافية في الإسكندرية الذين حظي ثلاثة منهم بالتكريم: مصطفي نصر وعبدالفتاح مرسي ومحمود أمين كنوع من الوفاء والاعتراف بفضلهم علي الواقع الثقافي السكندري ودورهم في حركة الابداع بصفة عامة.
هذا الوفاء امتد كذلك لرمز وطني وديني كبير هو الراحل البابا شنودة الثالث وارسلت الكنيسة نائباً لها لتسلم درع التكريم هو القس انجيليوس الذي ذكر ان البابا الراحل كان "اللؤلؤة" في كل شيء وهو عالم وشاعر وثائر وكان ينظر للمستقبل بعين ثاقبة فيطلب منا رعاية الأطفال وتنمية مواهبهم الأدبية والفنية المختلفة.
الجلسة الافتتاحية التي قدمها محمود عبدالصمد زكريا أكد خلالها أحمد عواد أن المؤتمر جاء مواكبا للطموح الشعبي والثقافي وحمل عنوان "تساؤلات النص والثورة" بناء علي رغبة الأدباء ويسرت لنا الإدارة الثقافية كل خطوات العمل من مكان ونفقات ومطبوعات وغيرها.
ذكر محمود طريه أن مؤتمرات هيئة قصور الثقافة تصب كلها في إطار واحد حول الثورة لأننا نؤمن بدور الأدب في صناعة الثورات والتمهيد لها والتحريض عليها.
واتسم هذا المؤتمر بالذات بلمسة وفاء تجسدت في تكريم قداسة البابا الراحل كرمز وطني لم يفقده المسيحيون فقط بل فقده الشعب المصري كله. يمتلك حساً وطنياً عظيماً. وهو الذي قال مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا.
وقال د.أحمد المصري: ان مصر تتجاذبها الآن تيارات عدة ما بين مخلص ومتسلق وطامع.. والعلاقة بين الابداع والثورات شديدة الخصوصية فتارة يكون محرضاً لها دافعاً إليها وأحيانا يصدر عنها ويصورها.. وقد يكون صادقا في الانتماء لها أو كاذبا في ادعائه..
وأكد سعيد الهمشري ان هذا المؤتمر يعقد كحراك ثوري وابداعي في لحظة المخاض التي يشهدها الوطن وتطلعاتنا للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وقد تحملتم ـ كأدباء ـ في الماضي شحذ الهمم والطاقات للتمرد علي واقع مذل ومخز حتي تحققت الثورة.. والمؤسسة الثقافية معنية بهذا التحول والذي تشهده مصر حاليا والدفع في اتجاهه ورصد حركة الابداع التي تدور حوله حتي نصل لرؤية تكاملية في هذا الحدث العظيم.
الجلسة البحثية الأولي حملت عنوان: "الثورة استشراف ومواكبة" وقد امتد هذا الاستشراف إلي حوالي قرنين من الزمان حين بدأ د.محمد زكريا عناني في التأصيل لفكرة "النشيد الوطني" وأعادها ـ في بحثه ـ إلي رفاعة الطهطاوي .. ثم غطي أحمد مبارك نماذج الابداع الراهنة لنخبة من شعراء الإسكندرية من أجيال شتي.. أما الراحلون الذين شاركوا بالتمهيد للثورة بشكل غير مباشر فقد تعرض لهم جابر بسيوني في بحث له.
الجلسة الثانية تناولت "تحولات الخطاب الثوري"" وتوقفت عند محطات بعينها لهذا الخطاب وتطوره ومنحنياته من خلال ابحاث محمود عبدالصمد ود.محمد عبدالحميد وحسام حسين.. وادار الجلسة د.حسن عباس.
شهد المؤتمر جلسة شهادات كانت مخصصة للأدباء شوقي بدر يوسف وعبدالله هاشم وأيمن صادق وصادق أمين.. وأدارتها د. أليس اسكندر.
أما الأمسية الشعرية فقد حظيت بحضور جماهيري كبير اكتظت به القاعة.. وقدمها أحمد الفلو وطاهر سعيد وصرحت كل اتجاهات وأجيال القصيدة في الإسكندرية: أحمد مبارك ومحمود إسماعيل ومحمود أمين ووليد المصري ومحمود عبدالصمد وأحمد السيد ود.خالد البوهي وتامر أنور وكمال مهدي والسيد بغدادي وأشرف دسوقي علي ومحمد عزيز "الغربية" وميسرة صلاح الدين وحمدي موسي وأحمد كامل وأحمد السعدني ويوسف عبدالغني وحسني منصور.. وعدد آخر من الشعراء والشباب.. كما كان الختام مع أمسية قصصية أدارها عبدالهاءي شعلان ويحيي فضل.
سحر الفنون في روما.. يفضي إلي توحيد الإلهام
الأربعاء 20 يونيو 2012
الحس القصصي الذي يتمتع به طارق المهدوي. وظفه بإتقان في صياغة كتابه الجديد: "حكايات الجوارح والمجاريح" الصادر مؤخرا عن هيئة الكتاب.
لا يكتفي طارق بإيراد وقائع بعينها. مهمة الي حد كبير. وابراز معلومات تخص التاريخ والشخصيات والعمل السياسي السري والعلني. بل هو يحبك صياغته حبكة درامية مشوقة. عبر لغة عذبة سهلة نادرا. ما يعترضها خطأ نحوي.
طارق المهدوي نفسه جزء من التاريخ المروي في هذا الكتاب. ابتداء من الفصل الأول الذي يحمل عنوان: "الرفيق إسماعيل المهدوي" أحد أقطاب ومؤسس الحركة الشيوعية المصرية منذ الأربعينيات. وأحد كبار المفكرين السياسيين الذين ظلموا في العهد الملكي والعهود الجمهورية كافة!! وإسماعيل ـ رحمه الله!! ـ هو والد طارق . وكان زميلا كبيرا لنا في دار التحرير أثناء رئاسة فتحي غانم لها.
يتضمن الكتاب أبوابا أخري عن شخصيات كبيرة في مجالات شتي. منها اللواء ابراهيم عزت والدكتور حامد ربيع وصلاح عبد الصبور.
تركت زيارة روما ـ لمدة عشرة أيام ـ آثاراً عميقة ايجابية في نفوس الأدباء الفائزين في مسابقة المساء الابداعية والذين جاءت كجائزة لهم في مجالات الابداع الأدبي: شعراً وقصة ورواية.
عن روما وإيطاليا وفنونها وعمارتها وثقافتنا نحن كذلك يتحدث محمد الفخراني الفائز بجائزة المجموعة القصصية في هذا المقال.
محمد محمود الفخراني
في هذا النور الذي يذكر بعالم آخر وراء عالمنا ويشع فيه تمتد علي الجدران في جاليري متحف الفن الحديث في منطقة بريوني بروما جداريات تشخص لمزايات الإنسان في معاناته إزاء سلطة الاستلاب.. شخوص أو فصائد تذكرك بالحضور الإلهي وان كلام الله منقوش علي تفاصيل تبرز عظمة التكوين تعززها الميزة الهائلة للفن المعماري يلقب فيها الضياء وينحرف إلي ما لا نهاية أو يسطع بألف شمس علي حقائق التكوين الإسطوري لجمال الخلق وان استقرت عند أطراف الرسم اللغوي.
هذا ما استشعرته البعثة المصرية في روما المتمثلة في أدباء مصر الفائزين بجائزة جريدة المساء في دورتها الأولي.
غير أنهم داهمهم شعور يوحي بالمعرفة وغياب الفواصل واستيقظ عندهم دفء الحنين في المتحف المصري بالاكاديمية المصرية للفنون في منطقة "فيلا بورجزي" بروما وامام نموذج اخناتون الشاهد المصري علي التجربة الروحية قبل ازمة الشرائع بزمن تولد لدي البعثة المصرية شعور أنه "أي اخناتون" نداء إله واحد.
في عينيه الحزينتين دعاء قرآني سواء ارتدي قناعاً مصرياً ليذكر العالم بأن قوي روحية هائلة قادمة سواء تركزت في دعاء سماوي أو أيقونة أو صليب انه فرعون التوحيد في تجلياته بين الثورة الفنية والدينية.
ومن الأسرة الرابعة.. إلي العصر القبطي إلي الإسلامي.. ومن الالهة سيخمنت.. إلي الإله ايزيس زوجة أو زيريس وابنها حورس إلي امنحتب أول مهندس في التاريخ الإنساني إلي نصوص محفورة أو بارزة لا تظهر كنصوص في أرضية صماء أو بارزة بل كانسياب حركة تنتشر في الفضاء وتشد ابصار البعثة وأجسامهم فنسوا ذواتهم وانسابوا مع تفاصيلها كما لو كانوا يؤدون رقصة مقدسة.
حكايات الجوارح والمجاريح
الأربعاء 20 يونيو 2012
الحس القصصي الذي يتمتع به طارق المهدوي. وظفه بإتقان في صياغة كتابه الجديد: "حكايات الجوارح والمجاريح" الصادر مؤخرا عن هيئة الكتاب.
لا يكتفي طارق بإيراد وقائع بعينها. مهمة الي حد كبير. وابراز معلومات تخص التاريخ والشخصيات والعمل السياسي السري والعلني. بل هو يحبك صياغته حبكة درامية مشوقة. عبر لغة عذبة سهلة نادرا. ما يعترضها خطأ نحوي.
طارق المهدوي نفسه جزء من التاريخ المروي في هذا الكتاب. ابتداء من الفصل الأول الذي يحمل عنوان: "الرفيق إسماعيل المهدوي" أحد أقطاب ومؤسس الحركة الشيوعية المصرية منذ الأربعينيات. وأحد كبار المفكرين السياسيين الذين ظلموا في العهد الملكي والعهود الجمهورية كافة!! وإسماعيل ـ رحمه الله!! ـ هو والد طارق . وكان زميلا كبيرا لنا في دار التحرير أثناء رئاسة فتحي غانم لها.
يتضمن الكتاب أبوابا أخري عن شخصيات كبيرة في مجالات شتي. منها اللواء ابراهيم عزت والدكتور حامد ربيع وصلاح عبد الصبور.
ـ الناس والثقافة 20/6/2012 من المصدر :