الناس والثقافة الأربعاء 15 يونيو 2011 : التوجه الأدبي وتداعيات الثورة.. في مؤتمر الربيع لمناقشة الجذور الثورية لدي الأدباء والمثقفين


التوجه الأدبي وتداعيات الثورة.. في مؤتمر الربيع لمناقشة الجذور الثورية لدي الأدباء والمثقفين
يقدمها : حزين عمر
جريدة المساء الأربعاء 15 يونيو 2011
الأمر المحرج للحركة الأدبية بمهرجاناتها. ومؤتمراتها وتجمعاتها أن حدثاً عظيماً في تاريخ مصر قد وقع وزلزل الدنيا كلها. وأن عليهم ــ في كل أحداثهم ــ ألا يتجاهلوه أو يتجاوزوه. وهم الذين انتظروه طويلاً. وشحنوا الناس من أجله كثيراً.. لكن "ساعة الصفر" كما حدث في حرب أكتوبر كانت مجهولة تماماً للجميع. حتي لمن قادوا هذه الثورة من الشباب. علي الرغم من أن ساعة الصفر هذه كانت معلنة ومنتشرة تماماً علي الفيس بوك!! إنه تناقض ظاهري وليس أصيلاً.. فما كان معلناً ومتفقاً عليه مجرد مظاهرة كعشرات المظاهرات التي نظمها المواطنون علي مدي العقد الماضي. لكن ما ظل مجهولاً ومفاجئاً هو تحول هذا التجمع بالذات إلي أضخم مظاهرة. وتطوره إلي اعتصام دائم في ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر. ثم الإعلان الواقعي عن قيام الثورة بسقوط الشهداء الأبرار ورسالة الدماء الطاهرة في السويس والقاهرة علي يد الطاغية الساقط ونظام حكمه الفاشي!!
الثورة إذن أصبحت أعظم واقع وأروع حدث في تاريخ مصر الراهن. فكيف يعالج الأدباء هذا الحدث في مؤتمراتهم؟!
الإجابة العملية جاءت من خلال "مؤتمر الربيع الأدبي السادس عشر بالزقازيق" الذي نظمه نادي الأدب برئاسة نبيل مصيلحي وافتتحه إبراهيم الرفاعي رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي ومحمد مرعي مدير عام ثقافة الشرقية. بحضور أحمد سامي خاطر مدير قصر ثقافة الزقازيق وعشرات النقاد والمبدعين من الشرقية والقاهرة والدقهلية ودمياط وغيرها.. وأقيم المؤتمر برئاسة د.محمود عبدالحفيظ تحت شعار "التوجه الأدبي وتداعيات الثورة".
حاول الأدباء المنظمون أن يقدموا مؤتمراً رصيناً يرتبط بثورة 25 يناير. فاتجهت الدراسات إلي البحث في جذور الثورية لدي الأدباء والمثقفين وفي اجتهادات الكثيرين منهم للتعبير عن ضرورة التغيير والتمرد علي الفساد. ودور الصحف والإعلام "المحترم طبعاً" في تمهيد الأجواء وشحن الناس من أجل الثورة. بل تطرقت دراسة كاملة عدها محمد عبدالله الهادي إلي ثورية الثوار الكبار من خلال القلم قبل أن يتجهوا للبندقية. واتخذ من جمال عبدالناصر وروايته "في سبيل الحرية" نموذجاً لهذا.. وكان مرجع الهادي في حديثه عن هذه الرواية هو جريدة المساء. وقد نشرنا فيها بتاريخ 22/7/2002 حواراً مع الأديب الراحل عبدالرحمن فهمي الذي أكمل هذه الرواية. بعد أن صاغ عبدالناصر منها صفحات في صباه وتركها هكذا!!
الجلسات الأربع للمؤتمر دارها كل من مجدي جعفر ومحمد عبدالله الهادي وصادق إبراهيم وإبراهيم حامد مع أمسية شعرية قدمها العربي عبدالوهاب. وألقيت دراسات عن "إبداع الثورة وتشكيل جماليات المكان والإنسان" للدكتور صابر عبدالدايم. و"الشباب المصري وثورة 25 يناير" للدكتور محمود عطا. و"الحالة الثورية حالة منفردة" لعطية شواش. و"الثورة إبداع أدبي جديد" لدكتور يسري العزب. و"لماذا يكتب الشاعر بالعامية ولماذا يكتب بالفصحي" للدكتور مدحت الجيار. و"للشعر أشكال أخري" لمجدي نجم. و"من الأصوات القصصية بمحافظة الشرقية" للدكتور السيد الديب. و"في سبيل الحرية والهم السياسي" لمحمد عبدالله الهادي و"السلام عليكم بين الحضور والغياب" و"مقاربة نقدية في رواية خلف الزقاق" لمجدي جعفر. والمسرح بوصفه أداة للتغيير" لأحمد سامي خاطر. و"المسرح والثورة" لمحمود كحيلة.. كما أن اسماً مهماً ومحبوباً هو الراحل مأمون كامل لم يغب عن الحدث. فتم تكريم ذكراه. وتقديم نبذات عنه في كتاب الأبحاث بالمؤتمر.
كما كرَّم عدد آخر من الأدباء.
والدراسات جمعت بين البعد التنظيري والتطبيقي. وأكد اتجاهها العام أن ثورة 25 يناير كانت كامنة في نفوس الشعب. ثم تحركت كلاماً وابداعاً علي أقلام المبدعين وكتاب المقالات الوطنيين. ثم انتقلت إلي طور الفعل والحركة المنظمة في الشارع وفي كل الميادين.. حتي أصبحت مؤشر الحرية الذي يحمله الآن أحرار العالم. ومشعل الأمل الذي يضيئه كل مصري لهذا العالم.
................................................
المجلس الأعلي للثقافة يحتفل غداً.. بالذكري المئوية للفنان عبدالسلام الشريف
جريدة المساء الأربعاء 15 يونيو 2011
تحتفل غداً السادسة مساء لجنة الفنون الشعبية والتراث الثقافي غير المادي بالمجلس الأعلي للثقافة بالذكري المئوية لميلاد الفنان عبدالسلام الشريف.
يقام الاحتفال بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلي للثقافة تحت رعاية الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة رئيس المجلس الأعلي للثقافة.
ويشارك فيه ابراهيم حلمي وجميل شفيق ود. درية شرف الدين ود. زين العابدين نصار ود. صبحي الشاروني ود. محمد تميم النجار ومحمد قطب ومصطفي حسين.. ويدير الندوة د. أحمد موسي.. وتلقي كلمة الأسرة المهندسة نجوي عبدالسلام الشريف.
والفنان عبدالسلام الشريف هو الأب الشرعي والمؤسس الأول لفن التصميم الطباعي في مصر في مجال الاخراج الصحفي والكتب والاعلان والملصقات.. وقد وضع في مستهل حياته الفنية التصميمات الرئيسية لعدد من الدوريات الكبري تجلت فيها مواهبه المتميزة مثل مجلة الشهر 1950 وصحيفة الجمهورية 1952 وصحيفة المساء 1956 وغيرها.
وإلي جانب اتساع أفقه الابداعي والمفهومي كانت له دراية واسعة بالجوانب التقنية والصناعية في انتاج المطبوعات مما مكنه من اثراء تصميماته التي بلغت الذروة في اخراجها.. وقد سعي حثيثا إلي احداث تغيير جوهري في المجال الفني الذي أفني حياته مستغرقا فيه.. فكان صاحب رأي واتجاه دفعاه لأن يحمل لواء التوجيه لا يعنيه ما اعترضه من عقبات ومشاق لم يدخر وسعاً في سبيل تذليلها.
والشريف كان فنانا مؤسياً ورائداً للمهنة بحق بعد أن انتزعها بجدارة وكفاءة وبراعة من أيدي الحرفيين الاجانب الذين كانوا يحتكرون السوق إلي وقت جد قريب ونقلها نقلا إلي ما يسمي فن الطباعة أو بمعني آخر إلي فن المثقفين بعد أن كانت فن الحرفيين.
والشريف صاحب سلسلة من اللوحات الرائعة المرسومة بألوان الجواش قدم فيها تجربة تمزج تقاليد الرسم المصرية القديمة بسمات الفن الشعبي المصري ومفردات الحياة اليومية لبسطاء الناس مثل لوحة "النعمة" الخالدة.. حيث يضم فلاح زوجته بذراعه وقد جاءت آليه في الحقل تحمل له رغيف خبز وعود فجل ومثل لوحة "ليالي الكرنك" التي تمثل حفلات السمر في صعيد مصر.
ولد الشريف في الثاني من مايو 190 بمدينة المنيا.. وعين امينا لمتحف الاثار بالمنيا.. سنة 1929 كما شغل منصب المستشار الفني لوزير السياحة من 67 إلي ..1969 وحصل علي وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي عام 67 وانتخب ايضا رئيساً لجمعية خريجي الفنون الجميلة وعام 69 عين مستشاراً فنيا لوزير الثقافة.. وفي عام 1970 عين أول عميد للمعهد العالي للنقد الفني للدراسة تذوق الفنون بقرار جمهوري من الرئيس أنور السادات في عهد د. ثروت عكاشة وزير الثقافة.
كما شغل العديد من المناصب وخلالها صمم الرسوم التوضيحية واغلفة الكتب لـ 141 مؤلفا.. كما صمم شعار البنك الأهلي المصري وجميع مطبوعات وهدايا البنك من عام 79 إلي 1991 وايضا شعار وكالة أنباء الشرق الأوسط والدار السعودية للنشر والتوزيع واتحاد بنوك مصر وجامعة الملك عبدالعزيز وغيرها الكثير.. كما صمم شهادات تقدير العديد من الوزارات وجامعات الدول العربية وبين العلم والفن وانقاذ معبدي أبو سمبل وانقاذ اثار النوبة.
كما صممم العديد من اعلانات السينما والمسرح والديكورات الداخلية لمسلة الاصلاح الزراعي بميدان المحطة وأعياد الثورة وجناح مصر بمعرض بروكسل الدولي وغيرها الكثير.. وتوفي رحمه الله 26 نوفمبر .1996
 ...............................................
هموم ثقافية الأفلام الروائية .. بدون رعاية
السيد فراج
جريدة المساء الأربعاء 15 يونيو 2011
في قاعة مركز الإبداع السينمائي بالأوبرا شاهدت فيلمين روائيين قصيرين.. فيلم "الحارس" من إخراج حسن عيسي. وتدور حدوتة الفيلم حول محاولة لسرقة خنجر محمد علي نظير مليوني جنيه وعلي ان يتم وضع خنجر تقليدي بدلاً منه. وهذا يعيد إلينا سرقة زهرة الخشخاش. فمن الوهلة الأولي تشعر أن مصر تسرق. ويرفض الحارس الفلاح البسيط قبض الثمن بالرغم من حاجته إلي المال لعلاج ولده من السرطان.. بينما زميله الانتهازي يوفق علي قبض الثمن وينتهي الفيلم بسماع سرينة النجدة ووصل الشرطة بعد أن يتم وضع الخنجر البديل.. وهكذا الأمن لا يأتي إلا بعد وقوع الفاجعة.
حدوتة هذا الفيلم نعايشها يومياً ويتعرض لها الانتهازي الذي يبيع كل شيء حتي الوطن من أجل مصلحته كما يتعرض لها الإنسان المنتمي لوطنه والمخلص له مهما كانت أوجاعه. أما الفيلم الثاني "مولانا" وهو للمبدع كاتب السيناريو والمخرج عزالدين سعيد.. يعالج موضوعا شديد الأهمية وهو الخرافات التي مازالت سائدة في مجتمعنا من خلال أصحاب المقامات والتي تعد بالمئات داخل محافظات مصر. فالجهل مازال سائدا في التقرب إلي أصحاب الأضرحة "أولياء الله الصالحين" كما يقولون فبطل الفيلم شخصية منذ طفولته يعاني من قهر والده ويحاول التقرب إلي مولانا ليرفع عنه الظلم إلا ان الظلم الواقع عليه يزداد قسوة وعنفا حتي شبابه مما جعله يتسلل إلي المقام ليلاً ويطفي الشموع التي تشريها الناس كل يوم ويجمعها في جلبابه ويعيد بيعها للبقال نفسه ويرزق واعتبر هذا الرزق بفضل مولانا ثم يبحث عن مكان ينام فيه بعد أن طرده أبوه فيدلف إلي غرفة الضريح ويريد أن يبحث عنه فيجذب الغطاء الأخضر من فوق ضريح مولانا ويحفر أسفله ويرفع الحجر ويدخل القبر فلا يجد أحدا. فيخرج وقد لف جسده بالغطاء الأخضر. ويخرج فيكتشفه الناس ويجرون خلفه ويقذفونه بالطوب حتي تسيل دماؤه.. هذا هو الصراع بين الوهم والحقيقة والفرق بين الصحيح من العادات والخرافات. والسؤال الذي يطرح نفسه أن هذه الأفلام الروائية القصيرة والأفلام التسجيلية يشاهدها الخاصة وليس العامة بعد أن تُصرف عليها الآلاف من الجنيهات وتعرض في المهرجانات فقط أو للمهتمين بصناعة السينما.. مع ان الناس في أشد الحاجة لمشاهدة مثل هذه الموضوعات الإنسانية والموضوعية.. فلماذا لا تعرض هذه الأفلام في كل دور السينما قبل الفيلم الرئيسي كما كان يحدث هذا في الستينيات والسبعينيات.
 ..................................................................

للاطلاع على مقال اليوم المنشور فى جريدة المساء 15 يونيو 2011 تحت عنوان كلام مثقفين : إعلام "مبارك" مستمر !! على الرابط : http://hezain11.blogspot.com/2011/06/15-2011.html