الناس والثقافة الأربعاء 8 يونيو 2011 : قصر شامبليون بلا صاحب!! أسطورة معمارية تحولت إلي مقلب للقمامة!!


قصر شامبليون بلا صاحب!! أسطورة معمارية تحولت إلي مقلب للقمامة!!
يقدمها : حزين عمر
المساء الأربعاء 8 يونيو 2011
مظهران مهمان يشتهر بهما شارع شامبليون في وسط القاهرة: الأول هو هذا الكم من المقاهي الشعبية التي تحولت إلي منتديات مفتوحة واستراحات محاربين أثناء الثورة. فعليها كان يتجمع المتظاهرون يلتقطون انفاسهم من حين لآخر.. والمظهر الثاني هو ورش الميكانيكا والسمكرة!!
لكن الكثيرين لا يعرفون ما هو أهم من المقاهي والورش في هذا الشارع.. انه معلم وطني ودولي معاً.. قصر شامبليون الذي يحمل الشارع اسمه.
وللجمهور الحق في تجاهل هذا القصر. فقد أصبح مقلبا كبيراً للقمامة والحشرات والقطط الضالة طوال فترة "حكم" فاروق حسني لوزارة الثقافة. علي الرغم من أنه تحفة معمارية نادرة تجمع بين أكثر من طراز. خاصة الاسلامي والايطالي.. والرجل الذي شارك في اكتشاف شفرات اللغة المصرية القديمة. يحتاج إلي من يعيد اكتشاف قصره التراثي الرائع.
وغير هذه القيمة الفنية لهذا القصر. يمكن أن يتحول إلي مزار سياحي ومركز ثقافي يدر الملايين علي خزانة هذا الوطن.. لماذا لا تحوله وزارة الثقافة إلي مركز للتواصل بين ثقافات الشرق والغرب. وبتمويل من بلد كفرنسا أو منظمة دولية كاليونسكو؟
ويمكن كذلك أن يصبح معهداً لدراسات الحضارات القديمة أو أي شيء من هذا القبيل غير أن يبقي مجمعاً للقطط والكلاب الضالة!!
لو عرض الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة فكرة تحويل هذا القصر إلي مركز لتواصل حضارات البحر المتوسط. علي هيئة اليونسكو. لقامت بتمويله وشاركت في ترميمه.
ودعمت نشاطه الثقافي في الترجمة وتحقيق تراث مصر واليونان والرومان والعرب صانعي حضارات البحر المتوسط. وكذلك نشر هذا التراث بعدة لغات. واقامة مؤتمرات دولية ومهرجانات وحلقات درس للآثار.. ومع القيمة المعمارية التي يتمتع بها القصر فانه بعد ثورة 25 يناير اضيفت اليه قيمة أخري تتمثل في قربة من ميدان التحرير معقل الثورة بحيث يستطيع الزائر ان يمر علي الميدان مع القصر. ويمكن استغلال بعض قاعاته في اقامة متحف للثورة وبعض محتوياتها من بقايا معركة الجمل وأسرجة الخيول التي اقتنصها الثوار. وما احتواه الميدان من رسومات كاريكاتيرية ضد الطاغية الذي سقط. ونظام حكمه الفاسد. واللافتات التي حملت شعارات الثورة. ومئات النكات والقفشات التي صيغت في الميدان حول مشكلات مصر المزمنة علي مدي ثلاثة عقود.
هذا المشروع حبذا لو أدخله د. عماد أبو غازي في خطة وزارته لتخرج من كل أشكال الاداء النمطي الذي تمارسه منذ فاروق حسني وهذا المشروع كامل للنجاح وتحقيق عائد معنوي لمصر. وعائد مادي للوزارة. شريطة الا يتدخل فيه د. زاهي حواس وزير الدولة للآثار. فيحوله إلي دعاية شخصية لنفسه فقط.


مهزلة في قصر ثقافة السلام
المساء الأربعاء 8 يونيو 2011
قصر ثقافة السلام الذي لا يسمع أحد عن أي نشاط ثقافي له أراد ان يثبت وجوده. ولو بطريقة خاطئة. ففتح أبوابه لعدد من فلول الحزب المنحل الذين كانوا يترددون عليه ويوظفونه للدعاية للنظام خلال السنوات الماضية.
هؤلاء "الفلول" أعلنوا عن تأسيس ائتلاف لانفسهم. وحينما بدأ المواطنون في كشف هويتهم واعلانها علي الملأ واكدوا لهم أن هناك لجنة شعبية تم تشكيلها فعلا منذ حوالي شهر وبدأت تنتشر في مدينة السلام. حينذاك بدأ هؤلاء الفلول في الاعتداء علي المواطنين بالشتائم والبذاءات. بل واشتبكوا معهم بالايدي!!
قصر ثقافة السلام يعد مسئولاً عما حدث من مهازل. لاينفذ نشاطه الثقافي الطبيعي ويشغل نفسه بأمور بعيدة عن اختصاصه. واذا اراد أن يعطي فرصة للمشاركين في العمل العام. فعلي الموظفين به ألا يحولوه إلي "وكر" لانصار الفساد والنظام البائد!!
الأمر الآن مطروح أمام سعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة ونائبه أحمد زحام. لتصويب اداء هذا القصر وغيره. ليخدم الثورة والوطن لا ليهدمهما!!
...................................................................
كان في عيني حلم
المساء الأربعاء 8 يونيو 2011
 صدر مؤخرا عن الهيئة المصرية للكتاب ديوان "كان في عيني حلم" بعد أن ظل حبيس الأدراج من 2004 وقصائده تعبر عن مرحلة قديمة في تجربة محمود الديداموني. يقول عنه دكتور صابر عبدالدايم.
الشاعر: محمود الديداموني من الأصوات الشعرية القادمة من عالم الحلم والتأمل والقلق والتمرد. وهو من ابناء جيله مشحون بالتوتر وتواق إلي الحرية.. وملتحم بالواقع. وينطلق من ذات المقهورة ليعبر مفازات هذا العالم ومتاهاته.
والمحجوبة الحلم "في تجربة الديداموني" كائن يبوح له الشاعر بكل اشواقه ورغباته واعتراضاته واحباطاته.
الشاعر مازال مشدوداً إلي عالم الرومانسية مع استشراف آفاق الواقع ومحاولة المجابهة.. والمقاومة.. وعدم الاستسلام.
عنوان الديوان "كان في عيني حلم" يضعنا أمام الاحساس بهذه الحيرة.. وذلك القلق. هل يظل الشاعر في أحلامه؟ أم يرفضها.. ويودعها في سرداب الكينونة الماضية؟!
...................................................................
رأي في كتاب تجاريب أشرف عكاشة
المساء الأربعاء 8 يونيو 2011
ربما كان التحدي الذي ساق أشرف عكاشة نفسه اليه. هو أن يكون كاتباً أخلاقياً. وفي الوقت نفسه يوفي الفن كل حقوقه وطقوسه وآلياته.. لا خطابة. ولا مباشرة. ولا وعظية.
هذا هو شأن أشرف في مجموعته القصصية "تجاريب" التي لا تخلو قصة منها من هدف أخلاقي. ولا تخلو قصة كذلك من مفاهيم هذا الفن. من تكثيف. وانتقاء المفردة. وتراسل مع فنون أخري كالقطع السينمائي مثلا. والاسترجاع وغيرهما.
الميدان الذي يمرح فيه قلم القاص هو البيئة الريفية بوجهها البريء. وما تستره خلف هذا الوجه من خيانات وماديات بأكاذيب واحتيال. وان ظلت بعض نماذج الريف ناصعة البياض. كما هو الحال في قصة "أبو صندوق" ويقف علي الطرف النقيض منها قصة "الكلبة" انها كلبة حيوانية وكلبة بشرية كذلك.
ومع تعدد الرؤي والمواقف. تتعدد احجام القصص من عدة صفحات إلي قصة "خيانة" التي يقول فيها: "أسرعت إلي الماء.. وتوضأت وصليت.. بعد الصلاة وجدتني حائراً بين المجلة والمصحف.. فأمسكت ........ الم.....!!
...................................................................
قصة السيمافور.. والقطار الأخير
د. ثروت عكاشة السنوسي
المساء الأربعاء 8 يونيو 2011
أتكيء إلي جذع النخلة لتلتقي عيناي واشارات "السيمافور" الحمراء تعلن عن قدوم قطار مسرع كعادته.. يتجه إلي الجنوب. وكأنه علي موعد مع حبيب.. أنهض أتلفت حولي في بطء.. لا أجد في الطريق إلاي وظلالا تعانقت مع ظلم الليل.. آتية من جهة المزلقان القديم.. تحمل لقاءات الذكريات تجثم علي تراودني اشتهاءات المساء بلا فائدة ليتها والحقيقة بمتزجان في عيني. فلا أمسي وحيدا.
أستدير محزونا: لأهرب من مشهد تمنيته في ركن الزوال من الذاكرة لكن الايماءات الآتية من اشارات "السيمافور" لازالت تشعل حنقي علي كل القطارات القادمة من الشمال. فأحدق في عجلاتها اللامعة. وقد غطتها الدماء.. صرخة واحدة تجاوزت بي عمرا كالحلم إلي بئر يناوئها الألم. وذلك الغراب الذي يرابض فوق النخلة يزعق كلما زعق قطار يمر.
.. أحبك.. قالتها قبلها. ثم احتوتني بدفء يقودني إلي واحة حلم.. أتأملها ثم اضمها إلي وغصة تحرقني.. تألمت من قسوة ذراعي فتأوهت لكنها راحت تدفن وجهها المضيء في صدري.. تتنفس مسامي وتستنشق عشقاً يحوطه الخوف وحروف تمددت علي طاولة الفناء.
أعطيتها ظهري أواري دمعة طالت وجنتي وسعادة حيري بداخلي.. تركتني وقامت تتقافز علي القضبان غير عابئة باشارات "السيمافور" الحمر وزعقات القطار المسافرة إلي هناك وضحكة طفولية أغلقت صفحة عمر. لتميتني.
أسير عاقدا يدي خلف ظهري. أتوسد قضبان السكة الحديد. وألتفت إلي اشارات "السيمافور" التي راحت تدق وتعلن عدم قدوم القطار الأخير..!