الشعر سيد الموقف في أنشطة رمضان الثقافية
الأربعاء 31 أغسطس 2011
الأزمة الاقتصادية الراهنة عادت بالنفع علي الشعر والشعراء!! فقد كان شهر رمضان يشهد كل عام أعمالاً درامية مكلفة. تتنافس المسارح في تقديمها. وكذلك قنوات التليفزيون ولم تعد - بعد الثورة - الظروف الاقتصادية مواتية لوزارة الثقافة والنقابات والقنوات التليفزيونية لتقديم هذا الإنتاج. وهي في الوقت نفسه مطالبة بعمل ما في الشهر الكريم. لا يبدو متهافتاً ضعيفاً. ويستطيع أن يجذب الجمهور في الوقت نفسه.. فوجدت كل جهات الإنتاج ضالتها في الشعر بكل أشكاله وفنونه.. الشعر كقصائد تلقي في أمسيات زخرت بها كل قصور الثقافة في الشرقية والدقهلية والقاهرة والغربية والإسكندرية وكفر الشيخ.. وغيرها من المحافظات.
الشعر كذلك في سياق غنائي إنشادي. كما حدث في سهرة كتبها وأخرجها حمدي أبوالعلا. في مسرح الغد. وتباري الممثلون: عبير عادل وبدور وشريف عواد وفتحي الجارحي وأحمد حسني ومحمد عمر وممدوح الميري وراندا في أدائها.. وتحدي كل منهم نفسه في هذا الأداء. إذ كانت تجري الجملة الشعرية أو النثرية الواحدة علي لسان كل منهم. فإذا بها تكتسب طعماً مختلفاً وروحاً مغايراً. إلي حد أن عبير عادل كانت تسبقها الدموع الحقيقية من فرط تأثرها بالحالة.. كما أن حمدي أبوالعلا اكتشف خلال عرضه هذا المسمي "فتح الفتوح" صوتين غنائيين مؤثرين ورائعين هما المطرب فارس. والمطربة زينب.. وفارس يملك قماشة صوتية عريضة ومرنة وقوية. أما زينب فهمي الصوت العميق الرقيق الحساس.
"فتح الفتوح" التي لحن أشعارها يحيي غانم. وقدم ديكورها صبحي السيد في لمسات رقيقة بسيطة استغلت لونين اثنين فقط - غير الأبيض والأسود - وهما الأخضر والبيج.. كانت حالة صوفية انغمست في الحب النبوي الصافي. بعيداً عن أي مؤثرات أخري خارجية.
أما العمل الثاني المستلهم للشعر والمتكئ عليه بشكل شبه كامل. لكنه يتماس بقوة مع الواقع السياسي الراهن. وتحديداً ثورة 25 يناير فهو عرض "عد إلينا يا محمد" الذي قدم علي مسرح الهوسابير. رؤية وإخراج وغناء د. أحمد الكحلاوي. وقد انتقل إلي ميدان التحرير مباشرة.
أما العمل الثاني المستلهم للشعر والمتكئ عليه بشكل شبه كامل. لكنه يتماس بقوة مع الواقع السياسي الراهن. وتحديداً ثورة 25 يناير فهو عرض "عد إلينا يا محمد" الذي قدم علي مسرح الهوسابير. رؤية وإخراج وغناء د. أحمد الكحلاوي. وقد انتقل إلي ميدان التحرير مباشرة.
راصداً اتجاهاته السياسية والدينية المختلفة. ما بين "سلفي أو وهابي" و"علماني" وإن لم يشر العمل إلي أن فترة تفجر الثورة من 25 يناير حتي التنحي لم تكن تظهر هذه الاختلافات والتيارات. لأن تياراً وطنياً واحداً وقوياً كان هو السائد. إنه تيار الحرية والديمقراطية ودولة مصر الحديثة المستقبلية. وقد استدعي الوطن الذي صاغ أشعاره عبدالستار محمود شخوصاً من الميدان إلي المسرح. مع توفير جو الصدق والحميمية بعرض لقطات عبر شاشة السينما. ثم يذوب الخيط الوهمي بين الخشبة وشاشة العرض الذي أنفسنا أمام مباراة تمثيلية رائعة يقودها أحمد ماهر الذي يغلبه الصدق في الأداء حتي يبكي أكثر من مرة. وكان من الطريف أن تسري حالة البكاء منه ليتأثر بها آخرون من الممثلين!!
وقد أداه بجواره أداءً رائعاً كذلك معتز السويفي ووفاء الحكيم وصبري عبدالمنعم وسمير حسني.. ثم يظل الخيط الإبداعي الفني الراقي الذي يلضم فيه الحوار الدرامي متمثلاً في أداء أحمد الكحلاوي لأغانيه وبعض أغاني والده الراحل محمد الكحلاوي.. وقد تدفق الكحلاوي الصغير بشكل مبهر وذاب الجمهور الكبير بالمسرح في حالة الوجد الروحاني التي فاضت بها أغانيه.. ومن خلال السياق الشعري العذب ناقش العمل بعض التصرفات الحديثة التي لا تتلاءم وروح الإسلام. ومنها الثقافي والكذب والخيانة والدسيسة. وأراد أن يحل محلها السلوك الحضاري الراقي. وأن يلزم الجمهور بهذا السلوك!! فراح الممثلون يتجهون لهذا الجمهور ويطلبون تعهده بالتزام القيم الراقية. والجمهور يتجاوب معهم!! فهل يستمر هذا الالتزام خارج أبواب المسرح أم أن الجمهور تحول في لحظات إلي حالة التمثيل. و"اندمج في الدور" ثم يخرج إلي الشارع وكأن شيئاً لم يكن!!
..........................................................
د. شاكر عبدالحميد أمين عام المجلس الأعلي للثقافة: الأولوية للنشر وتشكيل اللجان ومشاكل العاملين
الأربعاء 31 أغسطس 2011
سادت حالة من الارتياح في الأوساط الثقافية لتولي د. شاكر عبدالحميد منصب أمين عام المجلس الأعلي للثقافة. ورآه الكثيرون أصوب قرار يتخذه د. عماد أبوغازي وزير الثقافة..
فالدكتور شاكر قامة نقدية عالية. واستاذ أكاديمي حجة. وهو في الوقت نفسه جزء من الواقع الثقافي ومن نسيج الحركة الأدبية ولم يتطلع يوماً للقفز علي منصب أو تحصيل منفعة. حتي إنه - منذ سنوات - قدم استقالته من موقع نائب رئيس أكاديمية الفنون. لأنه قوبل بأشكال من الفساد المستشري لم يستطع التصدي لها. وبالتالي آثر الانسحاب والسفر إلي الخارج. فنجا بتاريخه وعطائه الفكري من أن يحسب علي النظام الساقط الذي مازال بعض رموزه يعششون في وزارة الثقافة ووزارة الإعلام وغيرهما!!
يحمل د. شاكر عبء التحولات الثورية الراهنة. وضرورة أن تصل إلي المجلس الأعلي للثقافة. والذي كان الملجأ الآمن لتدجين المثقفين. وخاصة أيام جابر عصفور!! فكيف يري د. شاكر أولوية العمل في الوقت الراهن والفوري في هذا المجلس المترهل؟!
يحمل د. شاكر عبء التحولات الثورية الراهنة. وضرورة أن تصل إلي المجلس الأعلي للثقافة. والذي كان الملجأ الآمن لتدجين المثقفين. وخاصة أيام جابر عصفور!! فكيف يري د. شاكر أولوية العمل في الوقت الراهن والفوري في هذا المجلس المترهل؟!
يقول: الأولوية لدينا الآن لإعادة تشكيل لجان المجلس. علي أسس جديدة تختلف عما كان قائماً من قبل. ولابد أن تصل الروح الثورية لهذه اللجان وطريقة الاختيار فيها. وفلسفة وجودها وتخصصاتها.. ودرسنا هذا الوضع الجديد مع د. عماد أبوغازي ود. كاميليا صبحي رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان.
الأولوية الثانية - كما يقول د. شاكر - هي تحريك عملية النشر.. وقد تراكم لدينا 150 كتاباً جاهزة للطبع. ولابد أن تصدر.. بالإضافة إلي بحث ترشيحات الجهات والهيئات لجوائز الدولة. بحيث يعطي هذا الحق لبعض الكيانات والتجمعات المؤثرة في السنوات الأخيرة. ومنها ساقية الصاوي وجماعة الجيل الجديد وورشة الزيتون.
هناك أولوية كذلك لبحث أمور الموظفين والعمل الإداري. وتحسين أوضاعهم. وحل مشكلاتهم المتراكمة.
..........................................................
يوميات مقاتل
الأربعاء 31 أغسطس 2011
يتبني إبراهيم خليل إبراهيم قضية البحث عن أبطال مصر. من رجال 6 أكتوبر في كل مكان.. ولذا فهو يتجول في المحافظات. ويقدم من يكتشفه منهم. ويبرز تجربته ودوره القتالي.
مؤخراً توقف إبراهيم عند تجربة القناص سمير عبدالرحمن. الذي عاش مع سريته 124 يوماً خلف خطوط العدو. وتحت الحصار. بعد أن دمرت سريته هذه إحدي النقاط الإسرائيلية الحصينة.
هذه التجربة صاغها إبراهيم في كتاب يحمل عنوان "يوميات مقاتل" صدر مؤخراً في 112 صفحة.
..........................................................
لوحة الشهداء
بقلم: صادق إبراهيم صادق
الأربعاء 31 أغسطس 2011
ناظراً.. متأملاً.. صامدين - عيونهم تتحدي - ابتسامتهم تفتح المستقبل.. لكل منهم حلم لم يتحقق - قصة حب لم تكتمل - تمنيت أن أحادثهم - أكون معهم - يدي تحاول أن تصافحهم - عيناي تحضنهم.. عقلي يندمج معهم.. يشف حكايتهم أحلامهم.
يحاول أن يجذبوني إليهم.. نشيد بلادي.. بلادي.. يصدح في أذني.. شفاههم تردد بلادي بلادي ذرفت دمعتي.. أخذت تبحث عن مكان بين دموع الآخرين غنيت معهم بلادي.. بلادي لك حبي وفؤادي..
نظرت حولي الجميع يقفون معي.. أيديهم متشابكة ونشيد بلادي بلادي تكاتفنا جميعاً.. أصبحنا كتلة واحدة أنا وهم.. شخص واحد.. رافعين علامة النصر.. داخل لوحة الشهداء.
..........................................................
المنسيون حيرم الغمراوي
الأربعاء 31 أغسطس 2011
واقعتان سياسيتان تلخصان ما وصل إليه المجتمع المصري من رقي خلال فترة الخمسينيات. كانت الواقعة الأولي في بدايات القرن حينما رشح أحمد لطفي السيد "باشا" نفسه للبرلمان في محافظة الدقهلية. وكان منافسه "عمدة" إحدي القري. ويعرف بدهائه الريفي ما يجمع بسطاء الناس وما يفرقهم. فاجتمع بالناخبين في الدائرة. وقال لهم إن لطفي السيد رجل ديمقراطي أي أنه كافر ومنحل وضد الإسلام!!
فسألوا العمدة: هل أنت متأكد من هذا الكلام؟! فرد عليهم: اسألوه. حينما ذهب لطفي السيد للدائرة احتشد له الناخبون. وهو يخطب فيهم قام أحدهم وسأله: يا باشا.. هل أنت ديمقراطي؟ فرد الباشا بثقة: إ نعم.. أنا ديمقراطي!! وكان هذا "الاعتراف" كفيلاً بإسقاط هذا المفكر الكبير ونجاح العمدة الجاهل!!.في المحافظة نفسها. وفي عام 1957 تقدم حيرم الغمراوي الشاعر والصحفي بدار الهلال لخوض معركة مجلس الأمة وكان المرشح ضده أحد المشاهير هناك ومعظم عائلته من الباشوات فاكتسحه حيرم الغمراوي "المثقف" وسقط غير المثقف من خلال الجمهور نفسه الذي أسقط من قبل أحمد لطفي السيد.
فسألوا العمدة: هل أنت متأكد من هذا الكلام؟! فرد عليهم: اسألوه. حينما ذهب لطفي السيد للدائرة احتشد له الناخبون. وهو يخطب فيهم قام أحدهم وسأله: يا باشا.. هل أنت ديمقراطي؟ فرد الباشا بثقة: إ نعم.. أنا ديمقراطي!! وكان هذا "الاعتراف" كفيلاً بإسقاط هذا المفكر الكبير ونجاح العمدة الجاهل!!.في المحافظة نفسها. وفي عام 1957 تقدم حيرم الغمراوي الشاعر والصحفي بدار الهلال لخوض معركة مجلس الأمة وكان المرشح ضده أحد المشاهير هناك ومعظم عائلته من الباشوات فاكتسحه حيرم الغمراوي "المثقف" وسقط غير المثقف من خلال الجمهور نفسه الذي أسقط من قبل أحمد لطفي السيد.
ومع ثقة الناس في حيرم الغمراوي الشاعر ورجل السياسة كان هو أيضاً علي مستوي هذه الثقة. فأعلن عن إنشاء عدة مشروعات لخدمة الناس: مصنع. ومحلات تجارية. وشارع متسع.. ولجأ إلي المواطنين فتبرعوا له بمليون جنيه في ذلك الزمن ربما تساوي الآن مائتي مليون فبادر الرئيس عبدالناصر بدعمه بثلاثة ملايين لينشئ كل مشروعاته.
ومع نجاحه في الحياة العامة نجح كذلك حيرم في أعمال إبداعية كثيرة. خاصة الأغاني التي لحنها وقدمها كبار المطربين والملحنين. ومنها: "يا ليل يأبوالليالي" و"هو الله" و"والله ماني سالي" و"ع الدوار" و"من فوق برج الجزيرة" وقدمها الفنانون: عبدالعزيز محمود ومحمد الكحلاوي ومحمد عبدالوهاب وعبداللطيف التلباني.. وغيرهم. مع حوالي 14 مسلسلاً درامياً لعدة إذاعات.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
المصدر : صفحة الناس والثقافة بجريدة المساء 31/8/2011<اضغط هنا>