صفحة الناس والثقافة بجريدة المساء الأربعاء 11 مايو 2011


نادي القصة بأسيوط .. يحقق النجاح رغم كل الظروف
يقدمها : حزين عمر
المساء الأربعاء 11 مايو 2011
الكيانات الأدبية مثل البشر: تولد. وتشب. وتهرم. وتموت.. وأصدق دليل هنا "نادي القصة". وهو ليس نادياً واحداً. بل ثلاثة نواد.. أحدها احتضنته الاسكندرية. وقام علي أمره فتحي الابياري عقوداً من الزمان. ونشر من خلال عشرات الأعمال لمبدعين سكندريين. وأقام عشرات المسابقات. وقدم أجيالاً من مبدعي القصة في الإسكندرية وغيرها.. ثم حانت لحظات الضمور النادي النشيط. وراح دوره يتراجع - مع كبر سن فتحي الابياري - ومع الاستيلاء علي مقر النادي. ولم تفلح كل محاولات الابياري ومن معه في الابقاء علي هذه النافذة الكبيرة مفتوحة. وانسحب نادي الاسكندرية من الساحة.
والكيان الثاني نادي القصة بالقاهرة. وهو تاريخ عريق لقامات عالية. أسسه يوسف السباعي - ضمن ما أسس من كيانات ثقافية - وضم إليه كبار مبدعي القصة ونقادها كالحكيم ويوسف إدريس ويوسف الشاروني. ثم شهدت السنوات والشهور الأخيرة انتكاسات متوالية لهذا النادي.
وانشغل اعضاؤه بتولي المواقع في مجلس إدارته. ولم نعد نسمع طوال الشهور الماضية عنه سوي المشكلات وتشكيل المجلس وحله من حين لآخر!!
وهناك في الجنوب. حيث لا إعلام ولا دعم مادي. ولا أسماء في قامة يوسف السباعي. راح عدد من كتاب القصة الشباب في أسيوط يجتمعون حول فكرة إنشاء ناد للقصة.
منذ سبع سنوات. ونجح أحمد راشد البطل في ان يحظي بثقة كل جيله من الشباب لانشاء هذا الكيان. بدون تشجيع من الأجيال السابقة. بل تعرض راشد ورفاقه لبعض الضغوط من كبار السن الذين اعتادوا ان يكونوا موجودين وحدهم علي الساحة.. علي الرغم من ان ساحة الفكر والابداع تحتمل مائة ناد ونقابة وتجمع وجماعة. وتحتمل مئات النجوم في الشعر والقصة والمسرح والنقد وغيرها.
استمر نادي القصة بأسيوط طوال السنوات التسع في عقد ندواته - بقصر ثقافة أحمد بهاء الدين - وفي نشر بعض المجموعات والروايات. وفي المشاركة في المسابقات العربية والمحلية التي جني الكثير من جوائزها.. وأراد أخيراً ان يقيم ندوة حول ابداعات النادي في فترة ما قبل ثورة 25 يناير وأثناءها. ومدي أثر الثورة في إبداع الأعضاء.
الندوة افتتحها محمد موسي توني رئيس اقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي واستضافت الناقد عبدالحافظ بخيت. بحضور عدد كبير من أعضاء النادي. منهم: أحمد راشد البطل وعاطف محمد العزازي وأشرف عكاشة ومصطفي البلكي وحمدي سعيد ود. ثروت عكاشة السنوسي وفراج فتح الله.. وأدارها أيمن رجب.. وقد ألقي القصاص عدداً من أعمالهم التي تنبأت بالثورة العظيمة. وشاركت - ضمن إبداعات الأدباء الآخرين - في تمهيد التربة لهذا التغيير الجذري في حياة المجتمع المصري والعربي.. كما ان بعض هذه القصص صيغت أثناء المعمعة. وتوقفت عند لقطات إنسانية مؤثرة داخل ساحات الثورة والاعتصام. سواء في التحرير أو أسيوط أو غيرها من المحافظات الثائرة.
لكن عبدالحافظ بخيت يري انه لا مجال الآن للحديث عن "أدب الثورة" فمازال الوقت مبكراً لتقدم هذه الثورة إبداعها الأدبي الخاص بها.. إنها الآن في حالة فرز الوعي. وتشكيل جماليات التجربة الإنسانية والفنية الجديدة.. ومثل هذه الأحداث الضخمة تبدو اثارها عظيمة لكن بعد مدة من الزمن. وهذا ما حدث بالنسبة للثورة الإيرانية وكذلك في الحرب العالمية الثانية.. وقد لاحظت - كما يقول بخيت - ان كل قصص النادي هذه تنطلق من الواقع المصري. كما أن الشخوص فيها تتسم بالبعد العام الشامل. أي أنها شخصيات مصرية عامة. وليست صعيدية أو أسيوطية محددة الملامح.
أثناء الندوة استعرض محمد موسي توني خطته في الاقليم للتحرك الثقافي في الفترة القادمة. مؤكداً ان الثقافة ينبغي ان تصل إلي كل مواطن. ونحن الذين نذهب إلي الناس في تجمعاتهم ومواقعهم.. كما نسعي للتعاون مع كل المؤسسات والجمعيات الأهلية للنهوض بالثقافة القومية. وتوسيع وعي المواطن العادي بعد الثورة. وفي خطتنا إقامة مهرجان للقصة القصيرة أسوة بمهرجانات الشعر.. ونحتاج إلي ان يتعاون معنا الأدباء في نوادي الأدب. بأن يتواصلوا هم مع أنفسهم. فيتحركون في كل محافظات الاقليم من أجل تبادل الرأي وتلاقح الإبداع.
أشار مصطفي البلكي إلي أن الإبداع الأدبي ظل دائماً بأسيوط في ذيل اهتمامات مسئولي الثقافة. لأنه لا يحمل لهم تلميعاً إعلامياً.. والأسماء مكررة في كل مؤتمرات الاقاليم.
ورد توني بأن الأسماء المكررة ترجع لاختيارات نادي الأدب المركزي وليس لفرع الثقافة أو الاقليم.. وسوف نضع خريطة العمل الأدبي في أسيوط في اجتماع مع نادي الأدب المركزي.
وطالب حمدي سعيد بأن يكون هذا الاجتماع مع الجمعية العمومية لنوادي الأدب. وليس مع النادي المركزي فقط. لأنه ناد قد ترهل وتكلس. ولابد من توسيع دائرة المشاركة ليقرر الأدباء شئونهم بأنفسهم.
وافق توني علي عقد الاجتماع مع كل أعضاء الجمعية العمومية لنوادي الأدب.

في ندوة بالمرج التغيير وصل إلي سلوك الناس
الأربعاء 11 مايو 2011
اختفت حالة الاكتئاب المزمن التي كانت مرسومة علي كل وجوه المصريين. وتضاءلت عناصر التوتر في علاقات الناس ببعضها. بمجرد بزوغ ثورة 25 يناير.
هذه الملاحظة رصدها الأدباء في ندوة أقامها نادي أدب المرج برئاسة محمد الشحات محمد.. وذكر خلالها المتحدثون ان الوجه الحقيقي لشباب مصر قد اتضح في الثورة: اعداداً وتنظيماً. وصموداً. وتحضراً في كل تصرفاتهم التي فاجأتنا. وكنا نظنهم شباباً عابثين لا تعنيهم سوي الكرة والسهر علي المقاهي واللعب علي الانترنت!!
أكد الأدباء ان المواطن المصري البسيط بدأ يحس بانتمائه لبلده. ويحافظ علي نظافتها. ويعبر عن هذا الانتماء بالوقوف ضد الفساد والتسيب. علي الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة.
ورأي محمد الشحات وسعاد عبدالله ان التغييرات الثورية الجذرية التي حدثت علي مستوي الوطن. ينبغي ان تصل إلي اتحاد الكتاب بما يضم من طليعة مثقفة. وعلي المتجذرين في مجلس إدارته منذ عشرات السنين ان يتركوا الفرصة لوجوه جديدة قادرة علي العطاء.
وطالبت هناء فوزي بأن نوفر لاطفالنا فرص تنمية مواهبهم في مجالات العلوم والفنون والآداب. مستغلين قوة الدفع الراهنة لثورة مصر.. وحتي نعوض هذا الفراغ الذي أحدثه الإعلام الحكومي قبل الثورة. ومحاولاته لتدمير البنية العقلية والوجدانية للمواطن المصري.
الندوة ألقيت فيها قصائد للشعراء: محمد العقاد وزاهية سلمي وعبدالباسط الغرابلي وروماني أبوالسعود وسعاد عبدالله وسيد قبيصي ومحمد الشحات. مع مساهمات للأطفال: خالد محمد والطاهر محمد ومني حسن. وفقرة غنائية لصباح خالد.

كتاب.. ورؤية كعب وعروسة وحصان!!
هالة فهمي
الأربعاء 11 مايو 2011
صدر عن دار إيزيس للنشر أحدث اصدارات الروائية ابتهال سالم وعنوانها "كعب وعروسة وحصان".. الرواية هي الرابعة بعد عدة إصدارات لابتهال سلام.. وتدور في قالب من التراث الشعبي الممتزج بالاسطورة والاوضاع الاجتماعية.
الروائية التي استطاعت بمهارة أن تشبك خيوطاً رفيعة من الأمثال الشعبية والاغنية والحدوتة التي تعانقت مع العلاقات الانسانية من خلال أفراد الاسرة الواحدة ثمعلاقة الاسرة بالمجتمع وعلاقة المجتمع بالآخر.
استخدمت الروائية الخرافة والغيبيات والخيال العلمي وهذا ما يطلق عليه الواقعية السحرية في الرواية العربية والتي أشار إليها د. حامد أبو أحمد في دراسة مطولة.
جاءت الرواية التي تكونت من مدخل وسبعة شاهد منفصلة متصلة تكمل بعضها البعض في بناء متماسك ساعد عليه اختيارها للغة بسيطة سهلة تتناسب ولغة التراث.
استطاعت الروائية اللعب بخيوط روايتها علي عدة تيمات منها العروسة والحصان ومالهما من مدلول معرفي لدي القارئ وقد قامت بتوظيفها في أكثر من موضع مثل توظيفها للحصان في الحصان الحلاوة. حصان الشاطر حسن. حصان امرئ القيس. حصان عنترة. حصان اللسان. حصان الخيال. الحصان النفسي الذي يقود البطلة للخلاص من القهر والجهل والخوف.
كما وظفت تيمة "الحرق" في حرق العروسة الورقية أو حرق المطار والطائرات التي تبادلت موقعها مع الفراشات في ذاكرة الطفولة أو حرق تلك الذكريات.
استطاعت ابتهال سالم أن تتعرض من خلال هذا النسيج المتشابك للفوارق الطبقية والطائفية والفكرية والسياسية والاختلاف الذي يولد نوعاً مميزاً من العلاقات.
الطفولة سيطرت علي ثلاثة فصول والمدخل وبداية من الفصل الرابع " رائحة الكتب الاليفة" بدأت مرحلة النضج ومرحلة المشاكل الحياتية والمؤثرات الاقتصادية وكذلك الاسقاطات الخاصة بها وكذلك الدمج بين الاحداث السياسية العالمية والعربية.
وبعد أن طوفت بنا الروائية ابتهال سالم في الفصول الاولي بمراحل الطفولة والتكوين النفسي والفكري وخرجت بسهولة ويسر إلي مشاكل الحياة التي خربها هذا الجهل وتلك الخرافات والتي هي نهاية طبيعية لما تم حضره في ذاكرة الانسان المصري.. والتي هي نتاج طبيعي لهذا التراكم من الخرافة إلي مشاكل السكن والزواج والتي وإن تخلصت من أوهام الخيال إلي بشاعة الواقع إلا انها تحاول التخلص منها بالأمل والبحث عن ضوء جديد.
"كعب وعروسة وحصان" تفوقت فيها ابتهال سالم علي نفسها لغة وفناً وتقنية روائية عالية.. رواية تمسك بك من أول كلمة ولا تتركها إلا وأنت مستمتع بها.

.. ومركز بهاء الدين يتبني المواهب
الأربعاء 11 مايو 2011
بعيداً عن المراكز الحضرية وتجمعات الأضواء والصخب. أقيم مركز أحمد بهاء الدين الثقافي. حيث قرية الدوير بأسيوط. مسقط رأس المفكر السياسي والكاتب الصحفي الكبير الراحل أحمد بهاء الدين.
المركز الذي يشرف علي النشاط الثقافي فيه حمدي سعيد بادر بحمل العبء والقيام بدوره في التنوير وتوعية المواطنين. وكذلك في اكتشاف مواهب الأطفال والشباب.. فقد نظم ياسر النجدي نادياً للمواهب الأدبية الشابة. وعقدوا أول ندوة لهم. شهدت تألق بعضهم في الشعر والقصة.
ومنهم: مصطفي عمر وجمال حسن أحمد وعبدالواحد أحمد ومحمد أحمد حمام وخالد عبدالهادي وعبدالرءوف عبداللطيف وعبدالحي محروس ومؤمن أشرف.. وقد أكد النجدي أن المواهب الابداعية في هذه القرية متعددة وأصيلة وكانت تحتاج إلي دعم ورعاية ولذا بادرنا بعقد هذه الندوة التي سوف تستمر أسبوعياً.