الناس والثقافة 13 يوليو 2011 بجريدة المساء


الكاتبة السعودية د. ملحة عبدالله المـــرأة العربيــــة في مفـترق طــرق بين الماضـي والعولمــة
يقدمها : حزين عمر
المساء ـ الأربعاء 13 يوليو 2011
بعد أن أبدعت 52 عملا مسرحيا شاركت بها في إثراء المكتبة العربية. ما بين نصوص للكبار والأطفال والمونودراما فازت د. ملحة عبدالله- الكاتبة السعودية المقيمة دائما بالقاهرة بالجائزة الأولي الدولية في مسابقة "نصوص المونودراما" التي تقيمها هيئة اليونسكو. وتتخذ قصراً لها إمارة الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة.
هذه الجائزة تقام باللغتين العربية والانجليزية. وفاز بنسختها الانجليزية كاتبة بولندية. ومبلغها 15 ألف دولار.. وسوف يقام حفل تسليم الجوائز أول يناير القادم. ويترجم النص الفائز للدكتورة ملحة عبدالله: "العازفة" إلي الانجليزية والفرنسية. كما أنه سينتج كعرض مسرحي من خلال الهيئة العالمية للمسرح. ويعرض في مهرجان الفجيرة للمونودراما.
عن نص "العازفة" الفائز تقول د. ملحة: إنه يناقش حالة المرأة العربية التي تقف الآن علي مفترق طرق. بين ماض تعتز به وترتبط به وجدانيا ونفسيا وبين العولمة بإغراءاتها مضغوطها في الوقت الراهن.. والبطلة في النص لا تحمل اسماً. في إشارة إلي عمومية القضية علي المستوي العربي.. وتعمل عازفة للبيانو. وتعيش في غرفة مع آلتها.
وفي ظل الخوف والتوتر والقلق الذي يسببه الزوج الغائب ماديا والحاضر معنويا. ويضغط عليها دائما. ويستنزفها إنسانيا واقتصاديا ويحاصر حقوقها وحريتها.. فتتسع دائرة الخوف لديها لتشمل الرجل: الأب والأخ والطبيعة والتقاليد والمجتمع كله.
فوز الكاتبة بهذه الجائزة الدولية يثير تساؤلات كثيرة. فهي امرأة سعودية تفوقت إبداعيا علي عشرات وربما فئات ممن تقدموا لهذه الجائزة في ظل رفض دولتهم لأن تقود المرأة سيارتها!! وفي ظل منع المرأة من ممارسة مهنة التمثيل. وحداثة فن المسرح كتابة وعرضا في السعودية.. كيف تتجاوز د. ملحة هذه الحواجز. وكيف تنمو إبداعيا وسط بيئة غير مشجعة علي الإبداع؟!
تقول: بدأ المسرح في السعودية 1932 باستيراد حسين سراج لمسرحيين من مصر. وأقام دار قرين للتمثيل في مكة. لكنهم لم يتمكنوا من تقديم شيء بسبب الاعتراضات التي قوبلوا بها.. لكن هذا لا يمنع وجود كتاب مسرحي آخرين غير حسين سراج مثل عبدالعزيز اسماعيل وراشد الشمراني وفهد الحارثي وعبدالعزيز عسيري.. وفي عام 1972 قدم أول عرض مسرحي رسمي من خلال فيصل بن فهد. وكان عنوانه: "طبيب بالمشعاب" عن نص "طبيب رغم أنفه" لموليير.. وقبله كان المسرح المدرسي والجامعي قائما منذ الستينات. مع عروض نسائية في المدارس.. وأنا استقي تجاربي كمادة خام من الحياة هناك. لكنني حين أكتب أتوجه إلي العرب جميعا. وأهتم بالتقنيات الحديثة لفن المسرح. وفي نصوص شخصيات نسائية.
وهي غير موجودة بالمسرح السعودي.
رؤيتي للمسرح السعودي حاليا أنه مازال يحتاج إلي البنية المعمارية الحديثة. ولا يكفي استعانته ببعض العادات والتقاليد لتوظيفها فنيا والتعبير عنها.
أما ما يثار عن دور المرأة في مجتمعنا وكذلك ما يتصل بقيادتها للسيارات فالأمر مختلف عليه بين الدين والتشريع الذي يمنع أن تقيم المرأة مع رجل غريب عليها في سيارة يقودها. فهذه خلوة به.. كما أن المرأة حين تقود سيارتها فهي تحافظ علي نفسها وبناتها وهو حق لها.. لكن علي مستوي الأعراف والتقاليد والوجدان الشعبي فالأمر يدعوني إلي التحفظ علي قيادة المرأة للسيارة. بل ورفض هذا السلوك لأنني مع المجتمع المدني في موقفه هذا. والمجتمع يرفض!!
..........................................................
فرع القاهرة يناقش الثورات العالمية
الأربعاء 13 يوليو 2011
فرع ثقافة القاهرة برئاسة محمد الشبراوي ينظم مجموعة من الندوات والاحتفاليات والورش طوال هذا الشهر تختتم الثلاثاء القادم بقصر ثقافة روض الفرج. بندوة عن "الثورات العالمية من ثورة يوليو حتي الآن" يتحدث فيها ناجي أرتين.
يقيم الفرع اليوم ورشة فنية بعنوان "تلوث البيئة من حولنا".. كما أقام أمس ورشة بعنوان "مصر التي في خاطري" بقصر روض الفرج.. بالإضافة إلي محاضرة ألقاها د. سعيد السعيد عن "تكريم المرأة في الإسلام". وندوة عن "المواطنة.. الواقع والمستقبل" تحدث فيها ناجي أرتين ود. علي راشد. أدارها السيد رشاد بقصر ثقافة السلام.
...........................................................
"رد فعل".. فكرة لشباب الثورة
الأربعاء 13 يوليو 2011
تحولت الثورة وشبابها إلي تجارة رابحة في وسائل الإعلام وبعض المواقع الثقافية التي تقدم برامج وتقيم ندوات تدعو لها من تشاء وتسميهم "شباب الثورة" وبعضهم لم يمر علي ميدان التحرير وغيره من الميادين الثورة طوال حياته!!
لمواجهة هذا الموقف. وتقديم كل الرؤي السياسية والفكرية والاقتصادية والثقافية مباشرة من خلال ذوي وشأن أي شباب الثورة الحقيقيين أعدت واحدة منهم هي "إيمان سمير محمد" فكرة برنامج تليفزيوني يحمل عنوان "رد فعل" يتضمن أبرز القضايا الحقيقية التي يعاني منها الشارع وتقدم من خلال الشباب انفسهم. شاب في كل حلقة. ويستضيف المسئول من المشكلة أو الأزمة سواء أكان عصام شرف رئيس الوزراء أو وزير الإسكان.. بالنسبة لقضية مثل معتصمي السلام أمام ماسبيرو.. أو وزير المالية أو وزير الآثار.. بشأن التهريب الدائم لثروات مصر الأثرية وما يثار حوله هو شخصيا من علامات استفهام. أو أي محافظ بشأن أي قضية.
إيمان تنتظر ان تتبني إحدي القنوات التليفزيونية فكرتها. بدون الاستيلاء عليها. حتي تبقي فكرة شبابية ثورة.. شكلا ومضموناً.
.........................................................
"أخبار الميدان" نشرة يومية عن الثورة
الأربعاء 13 يوليو 2011
في شكل ساخر.  يخرج بين الجد والهزل. صدرت نشرة يومية في ميدان التحرير بعنوان "أخبار التحرير" بانتظام يومياً.
ترويسة النشرة تقول: إن رئيس مجلس الوزراء هو "شهيد 25 يناير". ورئيس التحرير "واحد منكم". والثمن "الدعاء بالهداية للمشير الكبير والمشيرين الصغيرين".. أما الممول فهو "جيوبنا.. لا ساويرس ولاحمزة ولا ممدوح اسماعيل".. والترخيص من مستشفي شرم الشيخ!!
العدد الأول الذي تم توزيعه يوم السبت الماضي تضمن عناوين "مصر تفخر بالرئيس المخلوع!!". و"الشعب يريد موتوسيكل جديد!!" و"التحالف محسود!". و"السويس دائما سباقة.. أعلنت العصيان المدني". و"مؤسس حزب المساواة استطعم القنابل!!".
........................................................
قصة البللـــورة
فتحي عبدالغني
الأربعاء 13 يوليو 2011
لم أقابل في حياتي كلها شخصا مثل رياض عبدالله الصباحي. التقيت به اليوم صدفة في ميدان التحرير. نشأنا معاً في عزبة أبوربيع. كان يفوقنا ذكاءاً المتوقع حصوله علي أعلي الدرجات في الثانوية العامة. رسب. فشل حتي في الحصول عليها. مصيبته كانت في انكبابه علي القراءة لكل ما يقع تحت يده بشرط ألا يكون من المقررات الدراسية. الأدهي والأمر ذلك الجهاز العجيب المركب في رأسه والذي يفرض عليه عقد مقارنات لا تخطر علي بال غيره والخروج بنتائج تخصه هو وحده. أعرف أنه احترف مهناً عديدة كان آخرها كما علمت "قهوجي" في مقهي بالسيدة زينب.
فرحت عندما وجدته أمامي فلابد ان تكون هذه الثورة ثورته. طالما تنبأ بها. تمناها. كتب عنها قبل ان تتأجج- نثراً وشعراً. ومواويلاً. ياما اتغنت في الندوات والقعدات وعلي أرصفة المقاهي.
لا أذكر جمعة ماذا تلك التي قابلته فيها. جمع كثيرة بأسماء عديدة كانت قد مرت في الأول كانت "السيمترية" واحدة. نفس الأعمار. نفس الملابس. نفس الكلام. نفس الأحلام ولكنها أخذت تتغير. الميدان نفسه والحياة من حوله. كله تغير ملهوفا "رياض حبيبي انت الوحيد الذي يمكن أن يشرح لي. يفهمني. ينورني. ما الحكاية؟ إلي اين نحن ذاهبون يا رياض؟
أمامي. محدقا في عيني كعادته. وجهه طويل. ملامحه ناصعة. عيونه فسيحة الارجاء. يمكن التجول فيها للفرجة.
-لم أعد آتي هنا لأتظاهر
وصمت طويلا
-  أنا آتي لآكل. هناك من يزودنا بالغذاء. كلام في سرك يستخدموننا كأدوات لوضع اليد. أتفهم؟. أي شيء يصعب نقله من مكانه. وهو يقضم السندوتش "الميدان لقطة" ثم وهو يتأهب لرشفة بيبسي. "لو اتصقع يجيب الشيء الفلاني" وهو يمسح فمه بظهر يده "أنام هنا ايضا" وهو يضحك "تستطيع القول أني حصلت علي منحة التفرغ التي كنت استحقها".
-        لمحت رزمة أوراق في يده
-        أجاب قبل السؤال
-  "رواية جديدة. بطلتها رأيتها هنا في اليوم الأول للثورة. كائن بللوري. أتفهم؟ أقول لك بللوري. أحببتها. عشقتها إلي حد الجنون. أخذت أحوم حولها في الليل كالفراشات ولكن علي البعد الكافي. إتقاء للاحتراق. أزمعت محادثتها في الصباح. ولكنها اختفت. ثم لم أرها بعد ذلك".
مسح دمعة تساقطت. ألقي بالسندوتش والبيبسي. وبصق. تركني ومشي.
......................................................