الناس والثقافة 23/11/2011 : مهرجان مسرحية القصة.. نجح في ظروف صعبة


مهرجان مسرحية القصة.. نجح في ظروف صعبة
يقدمها: حزين عمر الأربعاء 23 نوفمير 2011
مغامرة غير مضمونة خاضتها شعبة القصة والرواية باتحاد الكتاب. حينما قررت عقد "المهرجان الأول لمسرحية القصة" في موعده. وفي الوقت الذي يحتشد فيه عشرات الآلاف من الثوار معتصمين بميدان التحرير. وأضعاف اضعافهم معتصمون بشتي ميادين مصر.. فهل يجد المهرجان في مثل هذا الجو المشحون جمهوراً له؟!
كان هناك تفكير من الشعب بتأجيل المهرجان لكن هالة فهمي رئيسة الشعبة استقرت في آخر لحظة وآخر يوم علي عقد مهرجانها. فحتي لو لم يحضر جمهور. فهذه هي العادة في معظم أحداث اتحاد الكتاب. ربما لا يزيد الحاضرون من الجمهور في بعض المؤتمرات والندوات علي عدد المتحدثين!! فليكن هذا المهرجان كذلك!!
كانت المفاجأة ان الاتحاد كله اكتظ بالحاضرين. من الأدباء والفنانين والجمهور العادي. حتي ان المسرح وقاعة مجلس الادارة عجزتا عن استيعاب كل الموجودين. وهذا لا يعني ان المشاركين منصرفون عن الثورة. بل أكثرهم أطراف أساسية فيها لكن الحدث نفسه تم الاعداد له جيداً. فكتبت أبحاث ودراسات مهمة لنخبة من كبار النقاد أمثال محمد قطب ود. سامي سليمان ومحمد أبو العلا السلاموني ود. محمود نسيم.. وعبد الغني داوود كما شهد المهرجان حضور قامات عالية ورموز ثقافية كمحفوظ عبد الرحمن الذي بدأ المهرجان بكلمة له حول تجربة تراسل الفنون. وخاصة مسرحية القصة والرواية بصفته كاتب قصة وروائياً قبل ان يتحول الي الكتابة المسرحية والدرامية بصفة عامة. وأشار الي أهمية تجربة "مهرجان مسرحية القصة" كحدث غير نمظي تقوم عليه شعبة القصة والرواية. وأدي الي التفاف الجمهور حوله. وأعادت هالة فهمي فكرة المهرجان الي العام الماضي. وقد تأجل تنفيذها أكثر من مرة بعد ان اعلن عن اختيار نص قصصي صالح لتحويله الي عرض مسرحي. وتقدم عدد كبير من أعضاء الاتحاد. وتم اختيار الأنسب من الأعمال المتقدمة فكانت ثلاث قصص لكل من عزة عدلي ومني ماهر وزكريا عبد الغني.. ونظراً للامكانيات المالية المتواضعة فقد تم تقديم العمل الأول "الرجل الصلصال" لعزة عدلي. بعد ان أعده مسرحياً سعيد حجاج. واخراج وسينوغرافيا أحمد عادل القضابي.
المهرجان تضمن بعد جلسة الافتتاح جلسة حول "تراسل الفنون بين القصة والمسرح" تحدث فيها محمد قطب ومحمد أبو العلا السلاموني وأدارها د. محمود نسيم.. وكان تركيز قطب علي البعد اللغوي في النص: القصة. وتفاوته بين الفصحي والعامية الراقية. وهذا التنوع اللغوي يساعد المسرحي علي توضيح الأبعاد والفروق في الشخصيات الدرامية.. وأشار أبو العلا الي أن قصصاً كثيرة عالمية تملك امكانات المسرحية. ومنها "موت موظف" القصة الروسية الشهيرة. وكثير من هذه الأعمال العالية تم اقتباسها واعدادها للمسرح والسينما.
بعد هذه الجلسة تم عرض العمل "الرجل الصلصال" من خلال الممثلين الشباب المجيدين مارجريت مجدي وإسلام أحمد علي وبسنت محمود.. وقد عوضت رؤية المخرج في تحريك الممثلين وتوظيف امكاناتهم الجسدية والحركية هذا الفقر في الانتاج.. وعن العرض نفسه- الذي حظي باعجاب الحاضرين- أقيمت ندوة نقاشية تحدث فيها د. سامي سليمان عن كيفية تحويل النص الأدبي القصصي الي عرض علي خشبة المسرح. استناداً الي عناصر بعينها مثل تقنيات الشك والموقف أو الرؤية لكاتبة النص عزة عدلي.. ورأي عبد الغني داوود ان النص قابل للمسرحية بعدة طرق ووسائل منها هذه الطريقة التي صاغها الدراما تورج وقد عوضها المخرج بحوالي ربع ساعة قبل بدء العرض من خلال السينوغرافيا وأداء الممثلين. كما أن الموسيقي الغربية المصاحبة للأداء جعلتنا نحس بالاغتراب.. فهذا موضوع مصري بحت. وهو عنوسة فتاة وما تعانيه من قهر اجتماعي دفعها لصناعة رجل من صلصال ثم الي تحطيمه!!
..................................................................
استقالة أبوغازي.. أسعدت المثقفين!!
الأربعاء 23 نوفمير 2011
موقفان متناقضان تماماً حدثا في وزارتي الثقافة والآثار الأول هو هروب زاهي حواس -وزير الآثار السابق-  في سيارة تاكسي خوفاً من العاملين بالوزارة الذين طاردوه وحاولا ضربه بعد تسلله الي الوزارة بفعل فاعل. وتولي هذا الموقع.. وحينما أراد ان يهرب قبل اللحاق به لم تسعفه سرعته في الوصول الي سيارته الخاصة. فقفز في تاكسي وهرب به. بعد ان حطم الثائرون زجاج التاكسي. فاضطر حواس لتعويضه!!
الموقف الثاني المناقض تماماً هو تقدم د. عماد أبو غزي وزير الثقافة باستقالته مؤخراً احتجاجاً علي العنف والتوحش الذي استعمله رجال الأمن والسلطة ضد الشباب الثائر المعتصمين في ميدان التحرير.. ولو أن أبوغازي لم يفعل أي شيء إيجابي طوال توليه هذا الموقع سوي موقفه هذا لكفاه. ففي المواقف الوطنية تعرف الرجال!!
استقالة أبو غازي أحدثت حالة من الرضا والسعادة في أوساط المثقفين. وجعلتهم يعيدون د. عماد الي مكانه الطبيعي كرجل تقدمي وليس كطالب سلطة.
...............................................................
الحب في ميدان التحرير
الأربعاء 23 نوفمير 2011
التجربة الابداعية لعماد محمد سالم تمتد أكثر من ربع قرن. قضاها في معالجة شتي فنون القصيدة العامية. لكنه لم ينل مكانته الطبيعية بين أبناء جيله. ربما لأسباب تخصه هو.
لقد بدأ منذ ذلك الزمن صوتاً نقياً صداحاً يعد علي أصابع اليدين. ضمن نخبة من كتاب العامية في جيله. ثم اختفي طويلاً طويلاً. حتي ظهر أخيراً بديوان يحمل عنوان "الحب في ميدان التحرير".. وهو هنا ليس مجرد شاعر مجيد. بل هو مشارك في صياغة التجربة الواقعية لقصائد الديوان بصفته أحد الثوريين في الميدان منذ أول يوم لحظة اندلاع ثورة 25 يناير العظيمة.
الحب في هذا الديوان يعني حب الوطن. والإنسانية والصمود والإيثار والصبر لأجل ان تنتصر هذه الثورة علي أعتي النظم المستبدة والبوليسية في تاريخنا الحديث. والتي مازالت جذورها حتي الآن ممتدة في خلايا الوطن. تعطل مسيرته وتفسد ثورته من الداخل!!
الديوان أقرب الي البساطة. وهو عذب التعبير. يهدف الي مخاطبة كل الفئات وشد أزر الشباب في مواجهة الاحباط الذي يسعي لفرضه أعداء الثورة والحرية والتقدم!!
.................................................................
............................................................
اتحاد الكتاب يشارك في الاعتصام.. بالصمت!!
الأربعاء 23 نوفمير 2011
دور تاريخي وعظيم يؤديه اتحاد الكتاب حالياً في دعم الثورة والوقوف مع الاعتصام القائم بميدان التحرير وسائر الميادين. بعد سقوط مئات الشهداء والمصابين فيه.. هذا الدور هو "الصمت المطبق"!! فرغم نداءات الكثيرين من أعضاء الجمعة العمومية. ومنهم سعاد سليمان ومني ماهر وعلاء عيسي ومحمود الديداموني ومجدي جعفر بتحرك الاتحاد لاتخاذ موقف فإن شيئاً لم يحدث. واتصل بعض الأعضاء برئيس الاتحاد محمد سلماوي أكثر من مرة. لم يرد عليهم إلا برسالة مسجلة في تليفونه المغلق!!
غير هذا الصمت اتخذ الاتحاد قرارات فورية وحاسمة أيضاً تمثلت في إلغاء جلسات بعض اللجان التي كان تعد لمؤتمر الاتحاد القادم.. وقد أسفر هذا الإلغاء لجلسات اللجان عن توقف حركات القطارات. وسقوط الطائرات في المحيط الأطلنطي. وارتفاع درجة حرارة الكون عشر درجات!!
وحتي لا نظلم الاتحاد. فقد التأم شمل مجلس ادارته أمس في اجتماع طارئ ساخن دافئ ممطر شتاء!!
................................................................
الزيارة الأخيرة أمك مريضة جداً
أسعد رمسيس الأربعاء 23 نوفمير 2011
زلزله الخبر فور سماعه. وتقطعت أوصال كلماته المخلوطة بأنفاسه المتلاحقة. ترك ما في يده ونسي أن يستأذن من مديره. أو حتي يبلغ عن أجازة مرضية أو عرضية. تجمع زملاؤه حوله. يسألونه ويواسونه
خير إن شاء الله ... نذهب معك .... أزمة وتعدي
هرول إلي الشارع. وقف علي محطة الأتوبيس قلقا. انتظر دقائق. أشار لتاكسي لم يتوقف. راح يجري في الشارع كالمعتوه.
أوقف تاكسي. جلس يلهث ودقات قلبه تصرخ في جنبيه. تصبب العرق علي جسده. وصورة أمه تتراقص أمام عينيه. رآها ملوحة له بالسلامة والدعوة بالنجاح وهو ذاهب إلي مدرسته في الصباح. ونصائحها المتكررة له بالاستذكار والابتعاد عن أصدقاء السوء. وساعدتها يوم تخرجه. ورحلة بحثها معه عن عمل. ووقوفها بجواره وهو مريض ليلا ونهارا تناوله الدواء وتجهز الطعام المناسب الذي نصح به الطبيب. إلي أن شفي وهي توزع الشربات وعلب الحلوي علي المدعوين يوم زفافه وتطلق الزغاريد العالية فرحة 
اخترق الوجوه الحزينة وجدها ممددة علي سريرها.
الشحوب يصبغ وجهها. وعيناها منطفئتان. والإنهاك يعربد في جسدها. أنفاسها لا هثة. اقترب منها وراح يحملق فيها
سامحيني يا أمي ...... ردي علي .. 
اقترب أخوه منها 
أحضر لك محشي الكرنب أم المسقعة التي تحبينها؟
حاولت فتح فمها. تعثرت. اقترب منها وراح يقبل رأسها ووجنتيها ويدها ورجلها. وارتفع صراخة وهو يدور في الحجرة حولها
سامحيني يا أمي ..
كأنه يصرخ في بئر فارغة. فيرجع له صدي صوته دون مجيب.
حاولت فتح عينيها المنهكتين. تملكه الأمل. ركع علي ركبتيه بجوار سريرها. وأسند ساعديه علي حافته. واقترب منها. حدق في وجهها الذي افترسه المرض. هربت ظلال بسمة واهنة علي شفتيها 
الحقوني بالدكتور الدكتور كان هنا من دقائق 
تطلع إلي محاليل الدم والجلوكوز المغروزة في ساعديها. راح يذرع الغرفة جيئة وذهابا. ويعاود النظر إليها. ويحدق في الوجوه العابسة المشبعة بالمشاعر الإنسانية. ويراوده الأمل أن تتكلم ولو كلمة واحدة. ويلوم نفسه علي انقطاعه عنها شهوراً عديدة 
فاحت في الحجرة رائحة الدواء والمرض والموت. لم يستطع كبح جماح دموعه فانفجرت
...............................................................
ـ للاطلاع على صفحة الناس والثقافة الأربعاء 23/11/2011 من المصدر :
..............................................................
ـ للاطلاع على كلام مثقفين الأربعاء 23/11/2011 من الموقع :