محمد أبوالعلا السلاموني: مجتمع ما قبل الثورة كان يعاني القهر والازدواجية!!
يقدمها: حزين عمرالأربعاء 15 فبراير 2012
النفاق لدي المثقفين فنون وألوان. تدربوا عليه. وتمثلوه. وأباحوه لأنفسهم. وحمل لديهم أسماء أخري غير "النفاق"!! أو ليس أكثر فنون الشعر العربي "مدحا"؟! كانوا يمدحون الخلفاء والأمراء والأثرياء والأقوياء. لينالوا هباتهم وأعطياتهم وجوائزهم وعلي قدره قدرة الشاعر في "النفاق" أو "المدح" ترتفع منزلته لدي الحكام!! فهذا هو جرير وذاك الفرزدق والأخطل. ثم المتنبي .. وصولا الي شوقي ومدائحه.. وفي زماننا هذا البعض مدح حاكما جاهلا لا يستطيع أن يقرأ بيتا من الشعر. ولا صفحة من كتاب.. فبمجرد أن عاد سالما ذاك الحاكم الجاهل من حادثة أديس أبابا. كتب له الشاعر الصديق المهذب قصيدة طويلة نشرتها الأهرام. ونال علي إثرها جوائز ومواقع وتجديدا في مناصب!!
هذا أمر مباح في نظر الشعراء. وتلقفه الآخرون من المثقفين غير الشعراء. فتزلفوا وركعوا وسجدوا لغير الله. فإذا بهم من ينال جائزة القذافي. ومن يحصل علي أموال صدام حسين. ومن تصله "صرة" كل حين من البابطين أو العويس أو فيصل أو غيرهم!!
هذا هو حال المثقفين قبل ثورة 25 يناير.. وانعكس هذا الحال علي الواقع الثقافي نفسه ويري محمد أبوالعلا السلاموني تفسيرا آخر لوضع الثقافة والمثقفين. ولمدي تأثيرهم في صنع الثورة والكثيرون يقولون إن دورهم كان معدوما أو قليلا أو ضعيفا أو سلبيا.. فالمتزلف والمنافق والمنحني لا يمكن أن يكون ثوريا. وبالتالي فلا يملك القدرة علي دفع الاخرين للثورة.
أما رؤية محمد أبوالعلا السلاموني في حديثه الي "الناس والثقافة" فيجملها في قولة: لاشك في أن الثورة حمل عبئها الشباب.. وهذا الشباب تأثر بالتأكيد بالنخبة الثقافية.. التي لم تكن معزولة عن الثورة. وأري أن لهم دورا مهما في صياغة هذه الثورة بكتاباتهم. وأفكارهم وكل ما أنتجوه من شعر ونثر.. وكل الثورات التي شهدتها البشرية كانت ثورات جياع. أو ثورات عمالية. أو ثورات قائمة علي الطبقات.. وهذا كله لم يحدث في مصر.. ثورتنا قامت علي أكتاف الشباب المعتمد بدوره علي منجزات العلم من انترنت ومواقع اجتماعية. بجانب ما تمثلوه من أفكار طرحها الكتاب خلال العقود الماضية.
يضيف السلاموني: نعم سلوك المثقفين أو أكثرهم غير ثوري .. لكن إبداعاتهم ثورية ومتمردة ومؤثرة.. وإذا قدمنا إحصاء بالأعمال المسرحية مثلا. منذ مارون نقاش حتي اليوم. فسوف نراها جميعا تتناول فساد الحاكم واستبداده ووسائل القمع البوليسية وأساليب الإرهاب.. ويعقوب صنوع كل كتاباته كانت في مواجهة استبداد الخديو إسماعيل .. وكذلك عمل مثل "العشرة الطيبة" الذي رصد القهر والاستبداد فترة ثورة 1919 .. ومسرح الستينيات كله سياسي ونذكر نماذج منه مثل "حلاق بغداد" و "الفتي مهران" ومسرحيات سعد الدين وهبة ويوسف إدريس .. ولا تخرج الكتابات الحاضرة وحتي إبداعات الشباب عن هذا السياق.
ولأجل هذا أطرح فكرة أن تهتم أكاديمية الفنون بعمل رسائل عن المسرح المصري بصفة رافدا من روافد ثورة 25 يناير. بصفتها ثورة شعبية ضد الحكم الجائر والفاسد والمستبد. وكذلك ضد حكم العسكر والنظام البوليسي والحكم الديني.. وهي كلها منطلقات وشعارات وأهداف ثورة يناير.
أما من سلوكيات المثقفين يواصل السلاموني فهي مسألة شخصية تخص الفرد نفسه. وربما احتياجاته الإنسانية و"أكل العيش" وظروف الحياة .. أما ما يشغلنا نحن من الكاتب فهو إنتاجه وابداعه وليس شخصه.. وكثيرون من المثقفين تعرضوا للتشريد والقمع والمصادرة والاعتقال .. وطرد منهم الكثيرون من أعمالهم في فترة السبعينيات من خلال "لجنة النظام" التي شكلها السادات. وحاول أثناء ذلك الوقت إيجاد الدولة الدينية عبر شعار "دولة العلم والإيمان" !!! فمن كان يقاوم حينذاك سوي المثقفين؟!! وهذه المواقف تشحن الشباب الذي استطاع أن يوظفها بعد امتلاكه للوسائل التكنولوجيا التي عجزنا نحن كأجيال كبيرة عن امتلاكها.
أما من سلوكيات المثقفين يواصل السلاموني فهي مسألة شخصية تخص الفرد نفسه. وربما احتياجاته الإنسانية و"أكل العيش" وظروف الحياة .. أما ما يشغلنا نحن من الكاتب فهو إنتاجه وابداعه وليس شخصه.. وكثيرون من المثقفين تعرضوا للتشريد والقمع والمصادرة والاعتقال .. وطرد منهم الكثيرون من أعمالهم في فترة السبعينيات من خلال "لجنة النظام" التي شكلها السادات. وحاول أثناء ذلك الوقت إيجاد الدولة الدينية عبر شعار "دولة العلم والإيمان" !!! فمن كان يقاوم حينذاك سوي المثقفين؟!! وهذه المواقف تشحن الشباب الذي استطاع أن يوظفها بعد امتلاكه للوسائل التكنولوجيا التي عجزنا نحن كأجيال كبيرة عن امتلاكها.
والنفاق والازدواجية لم تكن في الفترة الماضية سمة للمثقفين فقط. بل هي سمة عامة في كل المجتمعات التي تعيش القهر والقمح .. فمثلا كان نجيب محفوظ يبدو أمام الجميع مهادنا وديعا ومع السلطة. بينما كانت أعماله كلها متمردة وثورية .. وابداع الكاتب هو نفسه الحقيقية الكامنة فيه. وليس سلوكه الظاهري.
.......................................................
الحاج "ديفيد" وصراع الحضارات!!
الأربعاء 15 فبراير 2012
نظرة فتحي عبد الغني للشعب المصري. تغيرت كثيرا بعد ثورة 25 يناير .. أعماله السابقة من قصة ورواية ومسرح. كانت ترتكز علي السخرية من الشعب وكشف معايير. والتعبير عن الإحباط بشأن نهضته.. أما في هذه الرواية الجديدة لفتحي "ديفيد مغاوري" فهو عاشق للشعب. يهيم في تفرده الإنساني. ومشاعره الصادقة. وعظمته الخالدة!!
الخيط الرئيس في هذه الرواية هو لقاء "مغاوري" الفلاح المتمرد أيام الإقطاع والاحتلال الانجليزي مع فتاة انجليزية . ويعشقان بعضهما. ويعيشان حياة كاملة. ثم تنقطع الصلة. وتذهب الانجليزية من القاهرة الي لندن. لتنجب "ديفيد" الذي يصبح من كبار علماء الطبيعة والذرة في العالم. وواحدا من مفاخر الانجليز.
بعد وفاة والدته يبدأ ديفيد في البحث عن أبيه ليأتي الي مصر. وتتغير حياته من الجمود العلمي والبرود الانجليزي. الي الانسانية المصرية والعواطف الصادقة.. وحول هذا الخيط تبرز خيوط صغيرة كالصراع بين الغرب والشرق. أو بيننا وبين الآخرين. بكل أشكال هذا الصراع. مع بعض سمات المجتمع المصري وشقيه من مسلمين ومسيحيين. وخاصة بعد أن يسلم ديفيد ويتحول الي "الحاج داوود"!!
.......................................................
الحضارة الإسلامية واللغة العربية في مؤتمر جامعي
الأربعاء 15 فبراير 2012
يوما 12 و13 مارس القادم. تنظم كلية الآداب بجامعة الفيوم مؤتمر يحمل عنوان: "العلوم الإنسانية في القرن الحادي والعشرين: آفاق جديدة.
تحت هذا العنوان تندرج عدة محاور. منها: الحضارة الإسلامية وأثرها علي الحضارة الأوروبية. والحفاظ علي اللغة العربية باستخدام وسائل التقنيات الحديثة. والأدب ودوره في خدمة المجتمع. وثقافة السلام وحقوق الإنسان والعنف.
يرأس المؤتمر د. عبد الحميد حسين حمودة.
.......................................................
قطع مبعثرة قصة : صادق إبراهيم
الأربعاء 15 فبراير 2012
جلست أمامها .. أكثر من ساعة لم نتحرك ... القطع أمامنا... أنقل واحدة وهي تنقل الأخري
الصمت يخيم علينا.. أحاول أن أراوغها تصدني ... ترجعي إلي مكاني ثانيا... نبتسم وننظر إلي بعضنا في تحد
قطعي تتساقط... العرق يتصبب من وجهي... تمسحه بالمنديل الورقي... نضحك ... نحرك قطعة أخري
كش ملك ... قالتها زوجتي وهي تمسك يدي الباردة.. لا تحزن هذه مجرد لعبة ... جلست أنظر إلي القطع المبعثرة أمامي.. أحاطتني بذراعيها بابا... ماما... مين يلاعبني شطرنج .. هكذا صاح أولادي ضحكنا وتركنا هم يجمعون القطع ويرصونها ليبدأوا من جديد.
الصمت يخيم علينا.. أحاول أن أراوغها تصدني ... ترجعي إلي مكاني ثانيا... نبتسم وننظر إلي بعضنا في تحد
قطعي تتساقط... العرق يتصبب من وجهي... تمسحه بالمنديل الورقي... نضحك ... نحرك قطعة أخري
كش ملك ... قالتها زوجتي وهي تمسك يدي الباردة.. لا تحزن هذه مجرد لعبة ... جلست أنظر إلي القطع المبعثرة أمامي.. أحاطتني بذراعيها بابا... ماما... مين يلاعبني شطرنج .. هكذا صاح أولادي ضحكنا وتركنا هم يجمعون القطع ويرصونها ليبدأوا من جديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ صفحة الناس والثقافة يوم الأربعاء 15/2/2012 من المصدر :