الناس والثقافة الأربعاء 30/5/2012 مبدعو الإسكندرية اجتمع شملهم في برج العرب لأول مرة!!


مبدعو الإسكندرية اجتمع شملهم في برج العرب لأول مرة!!
الأربعاء 30 مايو 2012
علي بعد 45 كيلو مترا من الثغر الجميل.. الإسكندرية.. يشمخ صرح مهيب هو قصر ثقافة برج العرب. وإذا كانت بعض "قصور" الثقافة اسما علي غير مسمي. وليست سوي "أكواخ" فإن هذا البناء قصر حقيقي شامخ لم يكن يجد - غالبا - من يفيد منه ويستغل موقعه العظيم في وسط حديقة شاسعة ومكوناته الثرية وتأثيثه الفخم. حتي إن الغالبية العظمي من أدباء الإسكندرية لم يعرفوا الطريق إليه. إلا حين أقيمت ندوة موسعة عن "الوطن في إبداع الأدباء ووجدانهم".
القصر الفخم ظل شبه مهجور حتي بدأ سعيد الهمشري مدير عام ثقافة الإسكندرية وصابر شوقي مدير القصر. في إحيائه وجذب المثقفين والمبدعين إليه عبر هذه الندوة التي تعد نقطة انطلاق في أنشطة برج العرب ووضع المدينة نفسها علي خريطة الواقع الثقافي. كما أكد هذا سعيد الهمشري وصابر شوقي وأحمد مبارك ومحمد الفخراني ومحمود إسماعيل ممن حضروا الندوة التي نظمها أحمد عواد رئيس نادي الأدب المركزي بالإسكندرية. ضمن مجموعة أخري من الندوات المهمة لتنشيط الواقع الأدبي. بالإضافة إلي إحياء مشروع النشر الإقليمي بالإسكندرية كما ذكر عواد.
الندوة التي قدمها مع عواد الشاعر يسري سلطان رئيس نادي أدب برج العرب. شهدت التئام شمل معظم الأجيال والتيارات السكندرية. ربما لأول مرة منذ سنوات طويلة.. فمع جيل الرواد الراهن: أحمد مبارك ومحمد الفخراني ومحمود عبدالصمد زكريا كان هناك الجيل التالي لهم مباشرة متمثلا في أشرف دسوقي علي ود. خالد البوهي ورشاد بلال وسهير شكري ود. حسن عباس ود. فوزي سويلم ثم جيل الشباب المبدع والثوري: محمود إسماعيل وأحمد السيد وأحمد السعيد وعزة الزرقاني وحسام وهدان وعبدالله الشاعر وغيرهم.. بالإضافة إلي صوت غنائي عذب هو حسام علي.
قضية اللقاء "الوطن في إبداع الأدباء ووجدانهم" دارت حولها نقاشات امتدت حوالي ثلاث ساعات وكانت في لحظات ترقب نتائج انتخابات الرئاسة مما جعل قضية الانتخابات حاضرة وإن لم تكن مدرجة علي جدول المناقشات.. ففكرة الوطن والمواطنة لم تغب لحظة عن إبداع شاعر أو تأثير. وكل مبدع - منذ الجاهلية أو ما قبل الإسلام - يطوف ما يطوف ثم يعود إلي وطنه ولو كان خيمة مهترئة. أو مجموعة من البقايا والأطلال والدمن!! حتي إن تقليدا شعريا راسخا عاش قرونا في مذاهب الشعراء العرب. تمثل في الاستهلال بالوقوف علي الأطلال.. وما هذه الأطلال سوي جزء أو بقية من مرابط القبلية ومقامها أثناء وجود الكلأ أو الحشائش لمواشيها وأغنامها وإبلها.. فتقيم القبيلة شهرا أوشهورا ثم ترحل عن هذا الموقع إلي غيره. ويمر الشاعر علي هذه البقايا التي ارتبط بها. وقابل حبيبته في أثنائها فيبكي وينوح ويتلهف ويهفو إلي هذا الوطن!!! وحينما كانت القبيلة تغضب علي شاعر ما - لسوء سلوكه وخرقه تقاليدها - كانت ترفع حمايتها عنه أو تنفيه بعيدا. ومن مجمل هؤلاء المنفيين شهد تاريخ الأدب العربي ظاهرة فريدة هي "الشعراء الصعاليك" بمفاهيمهم الاشتراكية وتقاليدهم المختلف حولها.
أكد المتحدثون: أحمد مبارك وهالة فهمي ومحمد الفخراني ومحمود عبدالصمد وأشرف دسوقي ود. خالد البوهي أن فكرة الوطن لم تقف لدي الأدباء عند شعرائهم فقط. بل تعرض لها كذلك كتاب القصة والرواية والمسرح. ولكن الدائرة تتسع جدا إذا توقفنا عند هؤلاء جميعا.. أما الشعراء فأكثرهم لم يقف عند حدود الوطن بالكلمة فقط. بل بالفعل والقتال من أجله كذلك. ابتداء من امرئ القيس الذي عاد من مهجره في العصر الجاهلي لينتقم لأبيه وقومه. ثم الشعراء الفرسان المدافعين بالسيف كذلك عن وطنهم مثل أبي فراس الحمداني. وفي العصر الحديث الذي استهله المجدد الأكبر للشعر العربي: محمود سامي البارودي. ومعه عبدالله النديم. بالمشاركة في تأسيس الحزب الوطني بزعامة عرابي لمقاومة الإنجليز والفرنسيين والخديوي. وظل دور الشعراء عمليا ونظريا حتي العقود القليلة الماضية. وحتي قبيل ثورة 25 يناير وأثناءها وبعدها. فاكتفي الشعراء بأن ينشدوا شعرا لا أن ينزلوا إلي ميدان الكفاح العملي والمقاومة المباشرة أثناء الثورة. ولا حتي للمشاركة الجادة والقوية في بناء الديمقراطية بمصر بعد خلع الحاكم السابق. فانخذلوا عن العمل الجاد في تأسيس أحزاب ثورية مثلا كحزب المساواة وغيره.. وظل دورهم كلاما في كلام في كلام!!
طالب محمود إسماعيل بدعم مبادرات الأدباء الشباب في التواصل مع الشارع بكل مستوياته. وحتمية أن تدعم أجهزة الثقافة الرسمية هذا التوجه. ورد سعيد الهمشري بالاستجابة الكاملة لجهود الشباب في هذا السياق. والإعداد لسلسلة من المؤتمرات والندوات العامة للوصول إلي الجمهور والحشد لها جيدا.
.......................................................................
في أزمة قصر المحلة قرارات المحافظ.. لا تنفذ!!
الأربعاء 30 مايو 2012
أزمة قصر ثقافة المحلة مازالت مستمرة.. فعلي الرغم من وجود قضايا منظورة أمام المحاكم لوقف أعمال البناء علي الأرض المجاورة لقصر الثقافة. رفعتها هيئة قصور الثقافة برئاسة سعد عبدالرحمن. وكذلك رغم تدخل د. صابر عرب وزير الثقافة لوقف البناء حتي يتم البت في القضايا.. علي الرغم من ذلك استأنف المقاول أعمال البناء. ضاربا عرض الحائط بكل هذه الجهود.
مؤخرا أصدر محافظ الغربية قرارا جديدا بتاريخ 21/5/2012 لوقف البناء.. لكن هذا القرار لم ينفذ علي أرض الواقع.
قام جابر سركيس مدير القصر بتقديم بلاغ إلي قسم شرطة أول المحلة الكبري. الذي حوله إلي حي أول المحلة. وتمت إزالة تعد قام به صاحب البناء. بحجم 70 سنتيمترا علي أرض القصر. وبطول 32 مترا.. وذكر جابر أن الخوف الآن هو أن يقوم المقاول مرة أخري بهذا التجاوز.
قال الأديب أحمد عزت سليم إننا مصرون علي الحفاظ علي هذا الأثر التاريخي وحرمه الذي تمثله الحديقة التاريخية المهمة للمواطنين وأسرهم.. وقال إنني أوجه سؤالا إلي رئيس الوزراء د. كمال الجنزوري: هل اختفت الدولة وكيانها الشرعي من المحلة الكبري؟! إن المحافظ - ممثل الدولة والسلطة - قد أصدر عدة قرارات بوقف البناء بتاريخ 6/12/2011. 3/1/2012 و30/3/2012وأخيرا 21/5/2012 ولا أحد يحترم هذه القرارات بل يتم انتهاكها.. ونحن نريد فرض حراسة دائمة علي الأرض لتنفيذ هذه القرارات واحترام سلطة الدولة. حتي يصدرالقضاء أحكامه التي سنلتزم بها.
.......................................................................
المسابقة الإبداعية .. أعادت ريادة " المساء "
الأربعاء 30 مايو 2012
"الأيام العشرة التي قضاها الفائزون في مسابقة المساء الإبداعية. تركت آثاراً عميقة في نفوسهم.. يتحدث عن روما - التي استضافت الفائزين.. وعن المسابقة نفسها. اليوم القاص والروائي مجدي جعفر..".
بداية نشكر جريدة "المساء" علي إقامتها لمسابقة "المساء الإبداعية". وهي بهذه المسابقة تعيد الدور الريادي لجريدة المساء التي قدمت للحياة الثقافية والأدبية في ستينات القرن الماضي نجوماً ورواداً في الشعر والقصة والرواية والمسرح والنقد. وها هي بهذه المسابقة تعيد الحرث في ربوع الوطن وتعيد تقديم أسماء لم تأخذ حظها من الذيوع والانتشار رغم جودة الإبداع. وكان النظر من القائمين علي المسابقة إلي الإبداع الأدبي ذاته دون النظر إلي لون أو جنس أو عقيدة أوموقع كاتبه الجغرافي. وهذا ما كنا نفتقده في حياتنا الثقافية. وفي غضون دورتين أو ثلاث علي الأكثر علي هذه المسابقة ستحرك الساكن وتثير الراكد وستعيد رسم الخريطة الثقافية في مصر وتقدم المشهد الأدبي الصحيح وتصحح المسار وتقوم المعوج.
** وخير تتويج قدمته "المساء" للفائزين هو السفر إلي ايطاليا لمدة عشرة أيام تعرفنا خلالها علي ثقافة وحضارة شعب وكان لاقامتنا في مدينة "روما" الساحرة والباهرة أثره الطيب في نفوسنا حيث عبق التاريخ وأريج الحضارة. مدينة تأسرك بهدوئها. وبشوارعها. بحدائقها وغاباتها. ونظافتها. وميادينها. ثلاثة عشر من ميادينها احتضنت ثلاث عشرة "مسلة مصرية" تقف شامخة شاهقة شاهدة لنا علي حضارتنا القديمة والعريقة والضاربة بجذورها في الزمن.
أقل ما توصف به "روما" انها مدينة الفن فعند كل عطفة. وفي كل شارع. أو ميدان تجد تماثيل وجداريات ولوحات. ولم تقف التماثيل علي عظماء ايطاليا أو حتي أوروبا. بل امتدت لكل من أثروا الإنسانية وأضافوا للحضارة في العلم أو الأدب أو الفن من الشرق أو من الغرب. فأسعدنا ان نجد تمثالاً لعبقري وأمير الشعر العربي أحمد شوقي بحديقة الخالدين وقد نحته فناننا العظيم جمال السجيني. وفي زيارتنا للمتحف الايطالي الحديث للفنون تنامت سعادتنا باحتفاء الطليان بكليوباترا وتمثالها الرائع الذي يجتذب الرواد.
والأكاديمية المصرية للفنون بروما التي استضافتنا وأحسنت وقادتنا تقوم بدور رائع في التعريف بالفن المصري وإقامة الندوات واللقاءات ومعارض الفن التشكيلي وحفلات الموسيقي وقد أقامت مؤخراً متحفاً وهو أول متحف من نوعه يقام علي أرض الغير ويضم "356" قطعة أثرية نادرة تحكي تاريخ مصر من العصر الفرعوني إلي العصر الحديث مروراً بالعصر الروماني والقبطي والإسلامي وخوفاً علي هذه الكنوز تم النامية عليها ب "350 مليون يورو".
** ويحق لنا أن نفخر بالسفير المصري في روما الذي استضافنا فرغم الظروف التي تمر بها مصر استطاع ان يحافظ علي الأواصر القوية بين مصر وايطاليا اقتصادياً وتجارياً وسياحياً وثقافياً وكلها تصب في الصالح المصري والأهم هو احتضانة الحنون للعمالة والجالية المصرية وتوفيق أوضاع الذين يقيمون اقامته غير شرعية. وأما الحديث عن الأدب والثقافة الايطالية من الصعب ان نختزله في هذه المساحة المحدودة. وكل الشكر لجريدة "المساء" التي أتاحت لنا هذه الفرصة التاريخية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفحة الناس والثقافة بجريدة المساء للكاتب حزين عمر يوم الأربعاء 30/5/2012 من المصدر :